-
/ عربي / USD
إن تاريخ دمشق حافل بالكثير من وجوه الإبداع الحضاري، والذي هو أحق ما يكون بالدارسة والبحث، ومن شأنه أن يضيء الكثير من زوايا تاريخ الحضارة الإسلامية، إذ كان للدمشقيين عبر تاريخهم نشاطاً مشرّفاً في ميادين الحضارة المختلفة، فانبثق عن ذلك النشاط العريق كياناً حضارياً عظيماً زاد من لمعان التاريخ الاسلامي، ويعد الشيخ محيي الدّين عبد القادر بن محمد النعيمي (ت927هـ/1520م)، واحداً من أبرز العلماء الدمشقيين والمؤرخين الكبار، المهتمين بتوثيق إبداعات المسلمين الحضارية على مرّ عصور الدولة الإسلامية، لاسيما في مدينته دمشق، ويشهد له بذلك كتابه (الدارس في تاريخ المدارس)، الذي يصنّف في مجاله من أهم الموسوعات التاريخية الإسلامية، إذ ضمّ بين دفتيه الكثير من الصور المشرقة لمختلف الجوانب الحضارية في هذه المدينة، فضلاً عن كونه مصدراً موثوقاً في مجال التاريخ العام، والسير والتراجم. ومن هنا تبرز أهمية كتابي هذا الذي أقدّمه بين يدي القرّاء بغية لفت الأنظار على جهد النعيمي كمؤرّخ صوّر لنا الجوانب الحضارية المشرقة لدمشق، من خلال كتابه المشار إليه آنفاً، وإثبات أهمية دمشق كأنموذج للازدهار الحضاري الإسلامي خلال عصرها الذهبي المتمثّل بالقرنين السادس والسابع الهجريين.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد