-
/ عربي / USD
لا بد بادئ ذي بدء من رفع الالتباس وسوء الفهم الناتج عن تسمية جماعة “أهل حق”. فكما هو معلوم أن أي دين إلا ويعتقد الملتزمون به على أنهم هم أهل حق والحقيقة . الشيء الذي يعني أن هذه التسمية تفتقر إلى بعض التدقيق، ما دام أن بعض الجماعات الأخرى كالحروفية لا تتردد في الانتساب إلى هذه التسمية. غير أن الإشارة إلى هذه الجماعة بتسمية “أهل حق” يميزها على غيرها من الإطلاقات ك ” الغلاة”و “العلي إلهية” و”النصيرية” التي نجدها لدى المسلمين والكثير من الرحالة الأوروبيين؛ فالتسمية الأولى التي تقلق متشددي الشيعة وهي فضفاضة جدا؛ والتسمية الثانية “العلي إلهية” (مؤلهو علي) لها نفس العيوب إضافة إلى أنها تركز فقط على عنصر جزئي من المنظومة الدينية التي تهمنا؛ أما “النصيرية” فتنتمي إلى ديانة سورية بشكل خاص، والتي رغم ما بينها وبين عقائد “أهل حق” (عبادة علي La communion)، من تشابه إلا أنه تبدو مركبة من عقائد قديمة جد مختلفة؛ وتجدر الإشارة إلى أنه لا علاقة لمحمد بن نصير، الذي منه يشتق اسم ديانة سكان جبال سورية ، والذي يعد أحد أصحاب الإمام الشيعي الحادي عشر الحسن العسكري(ت260 هـ)، ونصير الذي حسب حكايات “أهل حق”، قتل وبعثه علي بن أبي طالب بعد موته ؛ فطالما انتقد الدوق جوبينو Gobineau على تناوله “أهل حق” تحت عنوان “النصيريين” رغم أنه أول من سمى هذه الطائفة باسمها الحقيقي (ص،338) : أهل حق يسميهم العرب والأتراك بالنصيريين ويسميهم الفرس بـ”العلي اللهين. يلزم بكل تأكيد رفع كل سوء فهم، غير أن الكثير من الرحالة كدي بودبي De Bode واوبين Aubin قد التقطوا اسم النصير من أفواه “أهل حق” أنفسهم.
اشتهرت عندنا طائفة “أهل حق” منذ بداية القرن السابق [الثامن عشر الميلادي] عن طريق إشارات الرحالة، وعلى وجه الخصوص السير هنري رولنسن Sir H. Rawlinson. وقد كان الدوق جوبينو أول من عرض بشكل باهر عقائد هذه الطائفة. فكلما درسنا ديانة أهل حق إلا وأدركنا أهمية مصادر هذا الكاتب والرحالة المشهور، التي استقى منها معلوماته.
والإسماعيلية الذي نفوا عن الله صفاته، يزعمون أن “الملاك العظيم” صَدَرَ عن العقل الذي أوجد العالم والذي إليه ترجع كل الأوصاف. والإسماعيلية يسمونه “الناطق”. و يعتبر أهل الحق أن خافنديگار Khâvendégâr وعلي ‘Ali وبابا خوشينBaba Khochîn… إلخ. تمثل التناسخ المباشر للألوهية .
إن التشابه بين “أهل حق” ونصيريو سورية يتمثل في نقطتين: الإيمان بالأئمة الاثني عشرة وكذا تأليه علي؛ وفي المقابل وهي الأساس لا ينال علي سوى مكانة ثانوية إلى جانب الناطق محمد.
ثم إن نبي الإسلام محمد ليس له وظيفة مهمة في الموروث الديني لـ”أهل حق”اللهم ما تعلق منه بقصة تشيهيل – تين (الأبدال الأربعين) المرتبطة بشكل وثيق باسم محمد
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد