-
/ عربي / USD
الذي لاحظته عند قراءتي هذا الكتاب أن المؤلف عالج الموضوع بطريقة مبتكرة من أساسها، وفي الوقت نفسه فإن له وجهة نظر مهمة جداً؛ فهو لم يزودنا فقط بمواد جديدة لحل المشكلات التي تتعلق بالعهد القديم، ولكنه أتانا بوسائل مبتكرة لحلها أيضاً... ثم إنه لم يعبأ بالتفاسير التقليدية ولا بنظريات النقد أو فروضها، بل هاجمها بجرأة وبغض النظر عما يؤدي إليه هذا المسلك من مخالفة لما توصل إليه العلماء في هذا الحقل، وقد اعتمد المؤلف على قوة المنطق وسلاح العلم التجريبي.
عزّز آراءه بالأدلة العملية وأثبت وجهات نظره بالمشاريع العظيمة التي أقامها في أرض العراق، فأعاد إليها جنة عدن مرة أخرى، والمعنى الذي استظهره من كلمة "ايد" العبرية وهو "الفيضان" أو "الإغمار" والتي وردت خطأ في الترجمة الإنكليزية للعهد القديم بمعنى - الضباب - هذا المعنى أيّدته أدلة واضحة من علم "فقه اللغة"، فهذه الكلمة إحدى الكلمات البابلية الكثيرة التي استعارها العبريون من السومريين (البابليين القدماء) وكانوا يقصدون بها "الفيضان" أو "الإغمار" وكانت تُطلق من وجهة فنية على فيضان النهر.
وبهذا يظهر أن المقصود من عبارة "يطلع من الأرض ويسقي كل وجه الأرض" التي وردت في الترجمة الإنكليزية هو "يجري على الأرض ويسقي كل وجه الأرض".
أما عن الطوفان فإنه يلقي ضوءاً جديداً على التاريخ، ولعل أكثر القرّاء سيجدون في الفصل الذي يبحث عن الأوبئة التي حدثت في مصر ما يثير الكثير من اهتمامهم، أما الفصل المتعلق بطريق خروج بني إسرائيل من مصر فإنه يعيد، بدون شك، إلى الذاكرة الخلاف القديم حول هذا الموضوع، وهناك مجال واسع للكلام حول نظرية بروكش التي أحياها السير ويليم ويلكوكس وأيّدها بأدلة جديدة منه.
أما أنا فأميل إلى الرأي الذي حاولت إثباته في كتابي [تاريخ العبريين القديم] وهو أننا إذا رجعنا إلى النص الموجود بين أيدينا في العهد القديم نرى أن هناك غموضاً في هذا الموضوع.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد