-
/ عربي / USD
فرقة الدّونمه من الفرق الدينية الجديرة بالبحث والدراسة، وممَّا يجعل دراستها ذات أهمية خاصة أنَّها فرقة باطنية أنشأها قبل أكثر من ثلاثة قرون حاخام يهودي اسمه شبتاي صبي الذي ادّعى بأنَّه المسيح المخلِّص، ثمَّ تظاهر بالإسلام فيما بعد وتبعه كثير من المؤمنين به على ذلك، فأصبحوا يظهرون الإسلام ويبطنون عقيدة غيره، وظلوا على هذه الحال إلى وقتنا الحاضر.
وفي هذا القرن كان لهذه الفرقة دور بارز في تاريخ تركيا الحديث ذكرنا شيئاً عنه في هذا الكتاب، ومع أنَّها تعيش في عالمنا الإسلامي إلّا أنَّ القلة من الناس قد سمعوا بها، ناهيك عن معرفة معتقداتها وتقاليدها.
لذلك رأيت من الضروري تقديم دراسة موجزة عن نشأة هذه الفرقة وتاريخها ومؤسسها تكون فاتحة لدراسات أخرى أوسع وأشمل يقوم بها الباحثون والمختصون في هذا الموضوع.
لما كانت فرقة الدّونمه قد نشأت أساساً على الإيمان بفكرة المسيح المخلص في اليهودية، فقد رأيت من الضروري الحديث عن هذه الفكرة كمدخل للكتاب.
وهذه الفكرة تضرب عميقاً في تراث اليهود وأدبياتهم، حتى إنَّ صلواتهم مليئة بالإشارات إلى الأمل المسيحاني، وانتظار المسيح والتطلع إليه، وقد أعطيت هذه الفكرة أهمية خاصة بعد أن أصبح الإيمان بالمسيح المخلص وظهوره من أصول المعتقدات اليهودية الثلاثة عشر، التي وضعها الفقيه والفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون (ت 1204م)، التي يجب على اليهودي الإيمان بها.
وعلى الرغم من أنَّ المسيح المخلِّص غير مذكور بشكل صريح في التوراة، إلّا أنَّ هناك إشارات له ولعصره في بعض أسفارها، كما أنَّ بحث هذه الفكرة عند اليهود، ومناقشتها، والخوض في تفصيلاتها أضفت على المسيح المخلِّص أوصافاً معينة، يتميز بها عن بقية البشر، ويختلف فيها عنهم، فقد نالوا إنَّه يجب أن يكون من نسل النبي داوود، وأن يكون قاضياً ومعلّماً للتوراة، كما يجب أن يكون نبيّاً، بل أفضل الأنبياء بعد موسى، وأنَّ ولادته يجب أن تكون في اليوم التاسع من آب طبقاً للتقويم العبري.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد