-
/ عربي / USD
وُلد عبد الرحمن بن محمد بن خلدون سنة ١٣٣٢م في تونس لعائلة من إشبيلية وتوفي، بعد حياة زاخرة بالتقلبات، سنة ١٤٠٦م في القاهرة، وكانت قد انتقل إلى هناك سنة ١٣٨٢م حيث كان يُعلِّم في جامعة الأزهر ويعمل قاضيا مالكياً.
وتولّى مناصب سياسية عالية في العديد من حواضر زمانه: في فاس، وغرناطة، وتلمسان، وقام ببعثتين مهمتين: الأولى، كمبعوث لحاكم غرناطة زار ملك قشتالة المسيحي، وذهب بتكليف من السلطان المملوكي إلى دمشق حيث قابل تيمورلنك، القائد الغاشم للحملة المغولية الثانية، وهو يتحدث عن ذلك في سيرته الذاتية.
اكتسب ابن خلدون شهرة أبدية بمقدمته الشهيرة لكتاب العبر التي أرسى فيها أُسس علم الإجتماع في مختلف وجوهه حتى قيل فيها: إنّها خزانة علوم إجتماعية وسياسية وإقتصادية وأدبية، وهي محاولة لوضع نظرية لحركة التاريخ، وهو يشتق ديناميكية التاريخ من التناقض بين سكّان المدن (الحضر) والبدو.
والحضارة ("العمران") تتشكّل في المدن عندما تنجح أسرة في إنشاء دولة مستقرة، ولكن نتيجة لتكديس الثروة يحدث إرتخاء وميل إلى الراحة والعيش المرفه، وتتحلّل الأخلاق العامة، وينتشر الحسد وعدم الثقة.
ونتيجة للهدر غير المحدود يصبح الحاكم عاجلاً أم آجلاً غير قادر على دفع مستحقات قواته، ولكي يحمي نفسه من هجوم هذه القوات يستخدم قوات لحراسته مؤلفة من غرباء ليس لهم أي صلة عاطفية تجاه شخصة، ولذلك يزيحونه غالباً ويستولون على السلطة.
إلّا أنّ نهاية حكم أسرة من الأسر يمكن أن تأتي من الخارج: رجل قوي يجمع حوله جماعة تربط فيما بينها روح القتال ("العصبية") ومن وسط بدوي غير مستهلك، فتُسقط الأسرة الحاكمة المتداعية وتحتل مكانها، ثم تبدأ الدورة التاريخية ذاتها من جديد، داخل هذا الإطار يبحث ابن خلدون جميع جوانب الحضارة والعلوم والفنون والحياة الدِّينيّة، ولذلك سمّاه بعض العلماء الحديثين "أبو علم الاجتماع".
يلقي المثلان المأخوذان من الكتاب الطويل المؤلف من مئات الصفحات نظرة على هذه النظرية المنهجية لفلسفة التاريخ عند ابن خلدون، وهي نكبة البرامكة وقصة الشعر، القصة التي يرويها ابن خلدون عن الشعر العربي بالغة الأهمية، ولكن مع مراعاة الظروف السائدة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد