-
/ عربي / USD
غالبًا ما يُساء فهم الداروينية الجديدة عند الاستعمال في التقسيمات الاجتماعية. حيث تحدث الأنثروبولوجيون مطلع القرن العشرين عن الأعراق الدنيا» و«المتوحشين» الذين لا يمكن إعدادهم أخلاقيا. بالنسبة إلى المراقب غير المتمتع بالحس النقدي فإن مثل هذه المواقف يُمكنها التلاؤم مع الإطار الدارويني بسهولة، كما هو حال المذاهب التفوقية التي ظهرت في ما بعد، ومن ضمنها التي تبناها هتلر. لكن علماء الأنثروبولوجيا الداروينيين اليوم، وعبر مسحهم شعوب العالم، يركزون بدرجة أقل على الاختلافات الظاهرة بين الثقافات، ويولون الوحدات العميقة اهتمامهم الأكبر. وأسفل الكساء العالمي الجنوني المتمثل بالطقوس والعادات، يرى أولئك العلماء أنماطا يتكرر ظهورها في هيكل الأسرة والصداقة والسياسة والتودد والأخلاق. كما ويؤمنون بأن التصميم التطوري للجنس البشري يمكنه تفسير هذه الأنماط : لماذا يبدي البشر من شتى الثقافات اهتماما بالمكانة الاجتماعية (غالبا بدرجة أكبر مما يدركون ؟ لماذا لا يمارس الناس من جميع الثقافات النميمة فحسب، بل ويتناولون ذات المواضيع عند الحديث بها ؟ لماذا يظهر الرجال والنساء من جميع الثقافات اختلافات في بعض النواحي الأساسية؟ لماذا يشعر الناس بالذنب في كل مكان، وفي ظل ظروف قابلة للتنبؤ على نطاق واسع ؟ لماذا يملك الناس في كل مكان حسًا عميقا بالعدالة لدرجة أن البدهيات المتمثلة بـ ما جزاء الإحسان إلا الإحسان»، و»العين بالعين والسن بالسن»، تشكل الحياة الإنسانية في كل مكان على الكوكب تقريبا؟
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد