-
/ عربي / USD
تُرى بأي لغة كانت تكلمني جدتي "ميكة" وهي تضمر الكثير الذي لم تفصح عنه. أي لغة اختارتها المرأة القوية التي تحاول مراوغتي حباً وإيماناً بما فكّرَ به حبيبها الراحل؟... " اللغة التي تترجم الفيض الداخلي، قادرة على عكس الجزء اليسير منه، ولكن أي لغة يمكنها ترجمة الفيض كله؟". أنا وارث الكلمات، وريث جبل من الشفاه، التي علمتني كلمات كان علي تصورها، لكن لم يضع أحد منهم شيئاً في كفي ويطلب مني تفحصهُ، علموني الحلم، وأبعدوني عن الواقع... منذ أن تعلمنا النطق، تدربنا على إطلاق الكلمات التي لا تتحدث إلا عن الكلمات، فضاع المعنى... لم يعلمنا أحد التأمل، البحث بالكلمات عن المعنى، عن الحقيقة، عن الفكرة التي، حتماً ستجعلكَ مبتسماً حين تلتقطها... القلة القليلة التي وسيلتها الكلمات للوصول إلى المعنى، بعبارات ضيقة "مختزلة" لترجمة وسع الفكرة، احترفوا العزلة، وحين يختفي الشيخ، يهيم المريد ببحر الكلمات المتحدثة عن الكلمات، ويضيع، دون أن يعرف كيف يكون مريداً، فلا معنى يسكن الذهن العامر بالكلمات... أخشى أن يضمحِل العقل ويصير بحجم الكلمات التافهة... "تلتمعُ خيبتي أمام الناظرين كحبة ألماس، لا يفلتُ أحد من التماع خيبتي، حتى بتُّ أقرؤها بعيون الغرباء، بعد أن أدمنتُها بعيون الأقرباء".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد