-
/ عربي / USD
كنت أنتظر أخبار القصف، عساه يهدأ لمدّة ١٠ دقائق فقط كي أصل إلى بيتي. لم يهدأ القصف وأخذت أفكّر جدّيًا بمحاولة العودة إلى البيت بالرغم من القصف، وأي طريق أقل خطرًا... فردان، اليونسكو، مستديرة الكولا، الجامعة العربية، أول مفرق يمينًا وأصل. أو نزلة السارولا، ويمينًا بعكس السير، مصرف لبنان، كلّية الحقوق، حديقة الصنايع و...
يدخل بلال الحسن، مدير التحرير ويقول: "أعرف أن القصف شغّال، ولكن إذا كنتِ قد أنهيتِ عملك، أحتاج الذهاب بأية طريقة إلى مركز الجبهة الديمقراطية، إنه أمر ضروري وهام جدًا". لم أسأله عن الأمر المهمّ بل قلت: "هيّا بنا وليكن ما يكون". ابتسم وأجاب: "هناك شخص أجنبي سيرافقنا".
تركنا الجريدة وقرّرت السير حسب صوت القصف، قربه أو بُعده. اتّبعتُ حدسي واتّجهت إلى اليونسكو، مستديرة الكولا. وصلنا مع القصف سالمين. عشرة أيام مضت على مجزرة الكرنتينا-المسلخ 1 ، والطريق بين الغربية والشرقية أصبحت شبه آمنة، فالموت يعطي الحق بهدنة يرتاح فيها الضحايا والقتلة، إنه منطق الحرب الأهلية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد