-
/ عربي / USD
لماذا يميل الناس إلى التدين؟ ولماذا تنتشر الأديان في أنحاء العالم وعلى مر التاريخ؟ ولماذا تتخذ الأعمال الدينية أشكالا متشابهة كتقديم القرابين ودفن الموتى بشعائر خاصة؟ وما الذي يجعل بعض المعتقدات والأعمال الدينية أكثر شيوعا من غيرها؟ وما الذي يجعل أنواعًا مماثلة من المفاهيم الإلهية تتكرر بانتظام في ثقافات مختلفة؟ ولماذا يعتقد الناس بوجود فاعلين خارقين للطبيعة مع عدم رؤيتهم لهم صراحةً؟ وما تأثير الأعمال الدينية على المتدينين؟ ولماذا تروج الأديان لأنواع مشابهة من الأخلاق، وتسمح بالعدوان أحيانًا على المخالفين؟ ولماذا تسعى المنظمات الدينية إلى ضبط السلوك الجنسي ووضعه تحت السيطرة؟ هذه بعض الأسئلة التي يشتغل بها علم الدين الإدراكي والتي تناولها هذا السفر الجامع الفريد. وعلم الدين الإدراكي علم تجريبي تتقاطع فيه فنون متعددة كالأنثروبولوجيا وعلم النفس التجريبي وعلوم الحاسبات وعلم التطور والفلسفة وعلم الأعصاب، وموضوعه الظواهر الدينية المنتشرة عالميًا وتاريخيًا كالاعتقاد بوجود الأرواح والأشباح والآلهة والحياة الآخرة وما يرتبط بذلك من أعمال كالعبادات والشعائر، وغايته تعليل هذه الظواهر بالرجوع إلى كيفية عمل الإدراك البشري، ولا يستقيم ذلك إلا بافتراض أن للعقول البشرية خصائص معينة يتأتى بها إدراك بعض المفاهيم والتفكير فيها دون بعض، فالعقل البشري لا يعالج أصناف المعلومات على السواء، بل يتخصص في معالجة أصناف معينة من المعلومات المتوافرة في البيئات والسياقات البشرية، وكما أن بعض الأفكار أيسر على العقل البشري في معالجتها من بعض فكذلك بعض الأفكار أيسر في تبليغها وتداولها من بعض، ولا تُكتب النجاة إلا للأفكار التي هي أيسر في المعاجلة والنقل والتبليغ، فتترسخ وتتفشى في المجتمعات، وتتحول إلى أفكار ثقافية يجتمع عليها الناس، ومن هذه الأفكار الأفكار الدينية المنتشرة في أنحاء العالم وعلى مر الأحقاب. وفي هذا المرجع جمع وتلخيص لأوثق وأهم ما تم إنجازه من أبحاث ودارسات تجريبية ونظرية في علم الدين الإدراكي على مدار العقود الثلاثة الماضية، وقد أراد محرره جَستن بارت أن يكون مرجعًا جامعًا صالحًا للعشرين سنة القادمة، فجاءت فصوله زاخرة بما لا حصر له من الكتب والأوراق العلمية التي صنفت في مواضيع شتى من هذا الفن، وبذلك يكون هذا المرجع أهم ما كتب في علم الدين الإدراكي حتى الآن.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد