-
/ عربي / USD
هناك أسئلة لا إجابة لها سوى الصمت؛ تلك الأسئلة الكامنة في نقطة تقاطع الدوائر الفلسفية الثلاث: حدود الوجود، وحدود العقل، وحدود القيمة. فالصمت هو الاسم الذي يقاوم الفناء لأنه يشير إلى المحتجب لأن حروفه مولودة من تزاوج ضرورة الوجود واستحالة الإدراك والتعبير عما هو ذو الغيرية التامة، كأنه جدار مصنوع من الفراغ. ولما كان الشكل الأنطولوجي للمحتجب هو وجوب الوجود، والشكل الماهوي له هو الغيرية التامة، والشكل اللغوي له هو الصمت، والشكل الجمالي له هو الجلال، والشكل الأخلاقي هو القيم المطلقة، والشكل المعرفي له هو الجهل، والشكل المنطقي له هو التناقض، فقد لزم عرض التطور التاريخي للصياغات الفكرية واللغوية والجمالية لهذه الأشكال المختلفة، وبيان كيفية تشابك هذا النسيج في بنية الميتافيزيقيا بواسطة التحليل المنطقي والإبستيمولوجي للنصوص الفلسفية واللاهوتية كما كتبها أصحابها، حتى نعرض بشكل دقيق الشذرات الأصلية المتأرجحة بين اللغة والصمت، ونكشف حدود مساحات اللاهوتين الإثباتي والسلبي فيها. يستعرض هذا الكتاب تاريخ محاولات هروب الإنسان من قيود اللغة حتى يتسنى له التعبير عن ذلك الذي يفتننا ويدعونا لسبر أغواره، رغم أنه يردنا دومًا على أعقابنا خائبين بحكم أن الصمت هو صدى العدم الذي يقتل الكلمات، لتوجد من جديد في طوافها الأبدي حول المحتجب. لكن في النهاية، "ما ضرر نظرة واحدة أخيرة؟".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد