-
/ عربي / USD
في "فلسفة الثقافة" تحيل كلمة ثقافة إلى البحث في أيِّ موضوع ممكن أكثر من إحالتها إلى مجال من الموضوعات. لهذا، ينبغي فهم المصطلح ظرفياً بوصفه مُعدلاً modalisant للممارسة الفلسفيَّة نفسها، فهو إن لم يحدّد برنامجاً أو أسلوباً -وما أكثرهما في فلسفة الثقافة- فإنَّه، في الأقلّ يشير إلى نوع من توجيه التساؤل والسمات المشابهة. باختصار، وكمقاربة أوليَّة، نقول إنَّ القضيَّة الأصليَّة لفلسفة الثقافة هي التناقض بين الأشكال التي تتخذها الموضوعيَّة وجعل الشيء موضوعيّاً objectivation [مُجسَّداً] في العصر الحديث، وهي أشكال تظهر تارة كأسباب أو أعراض للاغتراب، وطوراً كشروط ممكنة لأيِّ انعتاق أو تكوُّن خاصّ بالبشر. بهذا تتَّسم فلسفة الثقافة بنوع من أولويَّة الموضوع الذي تخضعه إلى مساءلة نقديَّة، أي أنَّها تسائل الدلالة والقيمة وفاق منظور أخلاقي: فلسفة الثقافة بأشكالها المختلفة تسعى إلى تحيين [تجسيد] نقديّ للفكرة الكلاسيكية المتعلقة بالثقافة التي ينظر إليها بوصفها تثقيفاً ذاتياً (bildung) وعمليَّة فردنةindividuation ، وهي بهذا تفتح باب التفكير على التعليم، وتودّ توسيع اضطلاعها بوظيفة توجيه الآفاق وتحديدها في المجتمعات الصناعيَّة أو ما بعد الصناعيَّة، التي بلغت درجة عالية من الموضوعيَّة والتمايز، وأُشبعت من الناحية الرمزيَّة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد