-
/ عربي / USD
تعيد بَتلر في هذا الكتاب قراءة أعمال الفلاسفة الفرنسيين في القرن العشرين الذين نقّحوا الهيغلية أو سعوا إلى نقدها وإفنائها. تكشف بَتلر أن الانتقادات التي وُجِّهت إلى هيغل ضمن التقليد الفرنسي غالبًا ما تستند إلى فهم خاطئ للهيغلية. غير أن بَتلر لا تقيّد هدفها في هذا الكتاب بهذا الأمر، بل تسعى إلى إظهار اللبس الذي يكتنف المشروع الفلسفي المناهض لهيغل. لا تدعو بَتلر إلى العودة إلى هيغل، ولا تُدافع عن الذات الهيغلية، إذ تُدرك أن العودة إلى الذات الهيغلية مستحيلة، لكنها تكشف أن محاولات الهروب منها تمامًا مستحيلة أيضًا وقد وقعت بشكل أو بآخر في شباك الهيغلية. خلافًا للقراءات الشائعة، تؤكّد بَتلر أن هيغل لا يُمجِّد فلسفيًا الوضع الراهن، ولا يُرسّخ خضوع الذات للسلطة، بل يُظهِر كيف يتحوّل خضوع الذات للسلطة إلى حقيقة نفسية، إذ تحلّ السلطة الداخلية محلّ السلطة الخارجية وتكتسب مقام الواقع النفسي، وهو تفسير يضع الرؤية الهيغلية بمحاذاة الرؤى التي تُنسَب عادةً إلى نيتشه وفرويد. تطرح بَتلر أسئلة من قبيل، هل تُعَد الرغبة جوهر الإنسان كما يرى سبينوزا؟ لماذا راح الفلاسفة ينكرون الرغبة؟ هل ترتبط الرغبة بالنقص؟ هل تتجاوز الرغبة السلطة؟ هل تتحرّر منها؟ هل تتعافى من الفقد؟ هل يمكن إشباع الرغبة؟ هكذا، تصبح دراسة الرغبة عنصرًا أساسيًا في تقييم الصلاحية التاريخية للميتافيزيقيا الهيغلية، لأن الرغبة، وفقًا لهيغل، هي سعي إلى التغلب على الاختلافات الخارجية، سعي إلى الاكتفاء الذاتي من خلال احتواء جميع الاختلافات الظاهرية بوصفها سمات راسخة في الذات نفسها. ومع ذلك، تحاجج بَتلر قائلة، إن قراءة متأنية لكتاب فينومينولوجيا الروح تكشف أن هيغل نفسه كان فنانًا ساخرًا في بنائه لهذه الفكرة، وأن رؤيته ليست شمولية وانغلاقية كما يُعتَقَد. في هذا السياق، تعود بَتلر إلى كوجيف وهيبوليت، وتشرح سبب تركيزهما على الرغبة في ما يتعلق بمسألة تشكُّل الذات ومسألة الصراع من أجل الاعتراف. تنتقل فيما بعد إلى سارتر، وتناقش رؤيته إلى الرغبة بوصفها سعيًا ميتافيزيقيًا خياليًا إلى الكينونة. كما تتناول لاكان الذي يرى أن الرغبة تدّل على استحالة الإشباع واستحالة وجود ذات متماسكة. ثم تتجه إلى فوكو ودولوز اللذين اعترضا على عدم إشباع الرغبة وقدّما، بالاعتماد على نيتشه، نسخة من الرغبة تقوم على الوفرة والامتلاء والإنتاجية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد