-
/ عربي / USD
عندما نغور جيدا في سير حركة التيار المدني المعاصر تشبه سير مدنية العصور الماضية لاسيما من جهة الأوضاع الاجتماعية والتي سبق أن شرحنا أحداثها. جميع الوثائق والأدلة تشهد على فوضوية الحياة وثورية الأفكار في هذا العصر العجيب فقد ضغطت الاختراعات والاكتشافات على الحياة البسيطة الطبيعية للإنسان بقوتها الهائلة. إن طنا من الفولاذ وجالونا من البترول توه حياة عائلة من البشر. كثرة الصناعات والاستغناء عن العمال جلب الفقر والمسكنة لقطاع واسع من النوع البشري، إلا بعض المتمولين الأثرياء وأصحاب رؤوس الأموال الذين لا يشكلون إلا العدد القليل من الناس. .. .. .
إن الدعوة للأخوة والمساواة جاءت من صميم حاجة البشر وهي من ضمن مستلزماته، فهي أوثق "حبل متين" يجلب السعادة لبني الإنسان، وقد انتفع أبناء الشرق لاسيما المسلمون من بركاتها فعاشوا سنين طوال بنعمة المساواة والأخوة وكانت هي شعار الأمة الإسلامية والشريعة المحمدية (صلى الله عليه وسلم). إن الأخوة والمساواة جلبت الشرف والمعنى لحياة المسلمين، لكن الطوفان المثار من داء المدنية الغربية التف حول عنق صفاء البنية وحلاوة العقيدة، فاقتلع ثمارها المباركة من الأساس.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد