-
/ عربي / USD
الحربُ فـي طبعتها الأخيرة - كانت.. قليلة الحِيلة، ولا تحملُ تأشيرة دخول إلى كلّ الأماكن، ولأن صداقاتها بيننا لم تدم طويلاً، غطّت وجهها بيديها، وبكتْ بكاءً مرّاً. تمنينا لها حظّاً جيداً، وغادرت شاردة الذهن حاملةً معها لوائح بأسماء المفقودين، وشهادات عن بطولات ملفّقة. عند تقاطع زمنين، غيّرت إيقاعها، واندلَعت بسجلٍ نظيف ومؤن وفيرة، ولأنها تودّ أن تمحوَ عارها، دعَتنا إلى حفلة عربدتها الأولى كحرب في طبعتها الجذّابة. في الأماسي الجيّدة صارت تشعل لنا
الشمعدانات المذهّبة بينما يدها الملائكيّة مرفوعة فوقنا لتبتدع لنا الأناشيد والتمائم، وهي تُهدينا باقات من القُرّاص، حتّى إنها كادت يوماً أن تنزع أحشاءها وهي تنتحب على من دفنَتهم رغماً عنها، وخوفاً علينا كانت تلحّ على بقائنا في عربات المسافرين، وبطاقات سفرنا ووثائق هجرتنا ملصقة على صدورنا، وفي أواخر الليل كانت كغيرها من الحروب تنتهي متهادية في المواخير، ولأنّها عادلة وتخشى أن تفتك بنا حروب أخرى، رأتْ أن تحاصرنا بهتافات مزلزلة، وبالخفقان المبهر
لراياتٍ تستجلبُ لنا الرحمة، وهي تسقينا إكسير الخلود كي لا نلتقي بالوحوش التي تهيمُ فجراً.. هي الحربُ في طبعتها الأخيرة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد