-
/ عربي / USD
هي ليست رواية عادية، بل قطعة طويلة من الألم والقهر والظلم، قصص طويلة وعميقة دارت على السن نسوة ذقن طعم العذاب الحقيقي على أيدي جلادين لم يعرفوا الرحمة ولا الرأفة، وهن يتلقين وقع السياط على أجسادهن الطاهرة بنفوس صابرة في غياهب السجون وطوامير الأمن العامة. الرواية هي كشف حقيقي عن الوجه المشوه للنظام البعثي الفاشي الذي عبث بالأرواح قبل الأجساد ، محطمًا كل قيم الرحمة والعدالة والإنسانية على دكة القسوة والبطش والظلم. فالجهاز القمعي والمتمثل بمديريات الأمن العامة كان الأداة الأكثر وحشية ودموية في تاريخ العراق السياسي، والمسبب المباشر في سحق الحركات الإسلامية وتصفية الشخصيات الدينية البارزة كأمثال المرجع الفيلسوف محمد باقر الصدر مع ثلة كبيرة من طلاب علمه، فضلا عن النساء المجاهدات والسائرات على نهجه والذي هو نهج جده الإمام الحسين ع. لم تكن المهمة الاستقصائية سهلة على كاتب الرواية، وهو يبحث بين حطام التاريخ الذي تراكم على مدى عقود طويلة، عن بقايا المظالم التي خلفها النظام الفاشي السابق، في نفوس المؤمنات اللاتي سحقن تحت عجلة الجلاد وهن يدافعن عن دينهن وعقيدتهن وشرفهن، فكان الوصول اليهن صعبا وهو يجاهد من أجل التقاط معلومة من هنا ، أو بحث عن ملف هناك، أو السفر الى أمكنة بعيدة لأجل اللقاء. وأسفر جهد شهور طويلة من البحث والتقصي واللقاءات عن رواية تم حبكها باحترافية عالية وهي تطرز شهادات سجينات سياسيات ومعتقلات في سجون الأمن العامة والرشاد، في أوراق قصصية مشوقة خالية من الخيال والمبالغة جرت على ألسن صادقة وهي تبوح بما جال بالنفوس مع لوعة وألم كبيرين.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد