لاحظتُ منذ أعوام أنّ الكثير من الحجّاج والمعتمرين كان مجهولاً لديهم معالمهــا الأثرية ، علماً أنّ الكثير منها في حدود الحرم ، وهي جديرة بالمعرفة لتذكُّر أحداثها، ويرجع بنا التأمل إلى اللحظات الأولى من أيّام الدعوة إلى الإسلام بالأماكن والوقائع والظروف والأشياء والمشاهد.
وقد لاحظتُ أنّ كثيراً من الحجّاج والمعتمريـن والزوّار غير ملمّيـن بحدود المســــــــجد النبوي الشــريف والروضة المباركة وأســـــــــماء الأسطوانات في داخل الروضة أو خارجها ، وأســــــباب تســــــمياتها ، وســـــــبب إبعاد المنبر النبوي عن محرابه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وهو المنبر الوحيد فـــــي مســــــــــــاجد العالم البعيد عن المحراب ، إلى غير ذلك من الأمور المهمّة التي ينبغي للمسـلم معرفتها ، ولقد وفِّقتُ بحمد الله تعالى لتصويرها وتحديد أماكنهـا ، ليسـعد الزائر بمشاهدتها والوقوف عليها ومعرفة تاريخها ، وأهميّة الصلاة بالقرب منها أو الدعاء عندها .
وإنّ الهدف من تأليف هذا الكتاب ، لتبقى تلك المعالم الأثريّة خالدة فــي ضمائر الأمّـــــة بعد أن يحصل شــــوق بين المؤمنين لرؤيتها والتبرك في زيارتهــــــــــا ، فإنّ الأثر يدلّ علــــــــــى المؤثّر، والتاريخ الترابي أصدقُ من التّاريخ الكتابي .