-
/ عربي / USD
تنتشر أشجار الكرز على امتداد سلسلة جبال القلمون السورية في ريف دمشق وصولاً إلى عرسال اللبنانية، ولطالما كانت المعابر الجبلية طريقاً للتهريب يعتاش منه أهالي قرى الجرد.
بعد عام 2011 أصبح البشر الهاربون هم العابرون الوحيدون في هذا الطريق. أشجار الكرز هي آخر ما يراه الهاربون من البلد عبر هذا الطريق غير الشرعي، هي نظرتهم الأخيرة للبلد، نظرتهم على أشجار الكرز. ومن هنا جاء عنوان المجموعة التي تمثل نظرة أخيرة للكاتب على تلك البلاد وقصصها وحيوات أناسها.
"وأكملتُ الطريق متأملاً الجبال الساترة لهروبنا، وقد كنت تخيلتُ مرارا أيام الحصار مشهدي الأخير في البلد، مرة تخيلتني أرنو إلى جبال قاحلة ومرة مودعاً أشجار زيتون، أو عابراً نهراً ضحلاً سيراً على الأقدام، ولم أتكّهن في أكثر شطحاتي فانتازيةً أن آخر ما سأراه هي أشجار الكرز بحباتها اللامعة التي تكسو الجبال الحدودية واصلة البلدين ببعضهما."
كُتبت قصص المجموعة بتقنيات مختلفة في القصة القصيرة (الرسائل- اليوميات- القصة القصيرة جداً...إلخ) ورغم واقعية الحدث في العديد منها إلى أنها تتحول إلى قصص غرائبية أحيانا، حيث تنطلق من الواقعي إلى الغرائبي، حيث يتلاشى الجدار الوهمي بينهما، إلى حد لا يعود ممكناً التمييز بينهما، ما الواقعي (الحقيقي) وما الغرائبي في هذه القصص؟ وهل حدث هذا حقاً؟ ولم لا يحدث؟ وإن كان الغرائبي عكس المنطق، هل ما تفعله الحروب بواقعيتها الفجّة وما تتركه من أثر على من عاشوها ومن نجوا منها لا يمكن أن يتحول إلى فانتازيا في كثير من اللحظات؟ كل هذه أسئلة تحاول القصص أن تثيرها في عقل القارئ. تروي القصص أحداثاً ومشاهدَ من حيوات أناس خيّمت على يومياتهم ظلال القهر الذي خلّفته الحرب في سوريا، والحياة تحت وطأة القمع، وصراعهم النفسي مع حاضرهم واستعادتهم للماضي وذكرياته، أولئك الذين لم يغادروا بلدهم والذين تفرقوا في بلدان اللجوء حاملين معهم هذا الأثر كحدبة يحاولون مداراتها طيلة الوقت.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد