بين يدَي القارئ العزيز، كتابٌ يعرض بموضوعية، جنباتٍ مضيئةً من تجربة سياسية عملاقة، أحدثت تحوّلاً حضاريًّا كبيرًا، في التاريخ السياسيّ المعاصر، على يدِ عالِم إلهيّ، هو الإمام الخميني (قده)، عبْر قيادتِه ثورة الشعب الإيراني التي انتصرت عام ١٩٧٩م، وتحقّقت أهدافُها بإقامة أوّل نظام حكم سياسي إسلامي (جمهوريّة إسلاميّة) يقوده الوليّ الفقيه، بوحي الإسلام المحمّديّ الأصيل، ووفق الدستور الجديد للبلاد، مقدّمًا بذلك الحلّ لأزمة القيادة في العالم الإسلامي. وبالرغم ممّا واجهته الثورة من سيل التّحديات الإقليميّة والدوليّة، لم يغادر الإمامُ في قراراته مبادئَه وثوابتَه السياسيّة والدستوريّة، الداعية إلى العدالة وعزّة إيران وكل الشعوب ووحدتها واستقلالها عن تبعيّة وهيمنة دول الاستكبار العالميّ. فأيقظت المسلمين في العالم على عظمة دينهم، وقامت حركات تحرريّة مناهضة للظلْم ونصرةً للمستضعفين.