-
/ عربي / USD
إذا أردت الوعي بالواحد المطلق بعد أن أضعت نفسك في التقاليد الهندية، وأردت رؤية أجمل الطهارة والسمو، فعليك الانتقال إلى شعراء الإسلام، حينما يضع جلال الدين الرومي الرائع تركيزا خاصا على وحدة النفوس مع الواحد في المحبة، وهذه الوحدانية الروحية تسمو فوق المحدود والشائع ".
إن هيجل في تقييمه يرى أن الرومي يعطي تفسيرا لما هو طبيعي وروحي حيث يتم فصل الضحالة والتفاهة من الطبيعة المجردة ويتم استيعابها في التجربة والتأمل في العالم الروحي ليستمر بمقارنتها بنوع آخر من وحدة الوجود مدعومة بفلسفتي زيون الايلي و سبينوزا".
فالشاعر المسلم كما يرى هيجل يسعى إلى استشفاف الإلهي في الأشياء المخلوقة كلها، وحين يستشفه فيها كلها، فان الشاعر يتخلى عن ذاته لكي يعقل في الوقت ذاته أي يدرك أن الله في داخله ، بمعنى أن يرى الله في نفسه هو، وهذا ما يعود عليه بجوانب باطنية صافية، وسعادة حرة حين يتخلى عن خصوصيته الذاتية الفردية ليستغرق في الله الأزلي المطلق، وهذا الاستغراق وهذه الحياة التي ملؤها البهجة والغبطة هي التصوف ولذا نجد أن الحب الذي يفرزه شعر جلال الدين الرومي يعبر فيه عن الإنسان الذي يستغرقه حب الله فيرى كل شيء مغمورا بهذا الحب.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد