-
/ عربي / USD
عند البحث عن البدايات الحقيقة للتاريخ الإسلامي، لا بد أن يقف الباحث في مواجهة أزمة حقيقية: فلديه الكثير الكثير من القصص والحكايات والروايات والبناء المتعالي على مر السنين من الفقه والسيرة والتاريخ الرسمي المكتوب بعد أكثر من قرن.
وفي ذات الوقت هناك غياب حقيقي للأدلة الآركيولوجية: فلا وثائق ولا نقوش ولا رسائل ولا أختام ولا عملات ومسكوكات، لو تجاوزنا التراث المنقول شفاهياً لبقينا عراةً عن التاريخ.
كيف يمكن لشخصيات كبيرة وفاعلة في إنتاج حضارة ومعانٍ أن توغل في الغياب عن التوثيق؟! كيف يمكنُ أن تمرّ في الزمن دون أن تترك أثراً أو بناء؟!... كيف يمكن لنصوص مركزية في الثقافة والإعتقاد أن لا توجد نسخها الأولى والأصلية؟!..
الحضارات الأعمق في التاريخ التي سبقتها بالآف السنين تركت لنا شواهدها وآثارها، عرفنا اسماء ملوكهم، قوانينهم، دورات طغيانهم وعدالتهم، عادات شعوبهم وطقوسهم.
لماذا بقيت فترة التأسيس للتاريخ الإسلامي والتي يفترض أن تكون اللبنة الأساسية التي قام عليها البناء غامضةً وعامرةً بالريبة؟!...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد