-
/ عربي / USD
أدرج كثير من المؤرخين والباحثين إشكالية العلاقة المعقدة بين الفلاح والشيخ في العراق خلال مرحلة العهد الملكي، بعضها دراسات موضوعية وأكاديمية وأخرى مؤدلجة أو منحازة عاطفياً، لكن أطروحة الدكتوراه التي قدمها حنا بطاطو الى جامعة هارفارد في الولايات المتحدة عام 1960 بعنوان (الشيخ والفلاح في العراق 1917 – 1958) تعد الدراسة الرائدة بهذا المجال، ليس بسبب الحيادية والموضوعية التي تميزت بها فحسب، بل لأنه إعتمد رؤية جديدة جمعت بين منهجبة كارل ماركس ورؤية ماكس فيبر في تحليل المجتمعات العربية – ومنها العراقية - حتى أنه ميز بين الطبقة Class والوجاهه أو المكانة Status، حيث تتحدد الطبقة من خلال الإقتصاد والملكية. فيما حددت المكانة أو الوجاهه من خلال النسب والتعليم والإنحدار الديني والعرقي.
ونجد هذا ظاهراً في تأكيده على البنى الإجتماعية والطبقات القديمة، وليس على التراتبية الطبقية فقط التي إعتمدتها النظرية الماركسية، والسائده بقوة عند الإنتلجنسيا العراقية الثورية والمؤدلجة في الخمسينيات والستينيات. إلا أن بطاطو قد أضاف الى منهجية ماكس فيبر في دراسة الطبقات القديمة وماركس في تحليل الجوانب الإقتصادية الفاعلة والمؤثرة في تلك الطبقات، معادلة التأثير السياسي والأيديولوجي والحزبي على تلك المطاراحات والفاعليات، لإعتقاده بأهمية هذا المسار على الأنساق الإجتماعية والتحولات الإقتصادية في البلاد، ودورها المفصلي في بلورة وصناعة العديد من القرارات السياسية ذات الطابع الإقتصادي والتأثير الإجتماعي المباشر، كما حصل في القوانين الحكومية الملكية عام 1932 التي عمقت ورسخت مفهوم الإقطاع أو النظام شبة الإقطاعي في البلاد .
وتجلت تلك المنهجيات العلمية الحديثة بصورة واضحة في أطروحتة (الشيخ والفلاح في العراق) من حيث التحليل السايكو – سيوسولوجي الرصين والعرض المميز الذي إعتمد التحقيب التأريخي والقانوني والعرفي، متفاعلاً مع التحولات السياسية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد