الواقع أن بونج لا يمكننا تصنيفه بسهولة. فهو منذ البداية أبحر بعكس كل التيارات السائدة، وفي عزّ الوثبة السوريالية.جاء بقطع من النثر أرقى من النثر، لكنها لا ترقى الى الشعر. فهو ينفي، عن عمد وتصميم، كل المقومات التي تجعل من الشعر شعراً. فليس من همّه أن يقلق، أن يُبهر، أن يُغري،...
الواقع أن بونج لا يمكننا تصنيفه بسهولة. فهو منذ البداية أبحر بعكس كل التيارات السائدة، وفي عزّ الوثبة السوريالية.
جاء بقطع من النثر أرقى من النثر، لكنها لا ترقى الى الشعر. فهو ينفي، عن عمد وتصميم، كل المقومات التي تجعل من الشعر شعراً. فليس من همّه أن يقلق، أن يُبهر، أن يُغري، وأن يثير عند الآخر تأملات غامضة، ولا أن يُطربه بغنائية آسرة بأبعادها وأسرارها. كلا. لا شيء من ذلك. ما يشاءه هو أن يُقنع. نصوصه واضحة. لا تستدعي العودة الى ينابيع غير مرئية. إنها تتجّه الى غايتها مباشرة بلا مواربة. “الشيء المعنيّ عنده قبل الاشارة”. الكلمة في خدمة الشيء وليس العكس }…..