-
/ عربي / USD
في كتابها (دستويفسكي وكانط حوارات في الأخلاق) استخدمت افجينيا تشير كاسوفا بشكل متميز كامل وذكي كل تلك المصادر التي لا تقدر بثمن، فقد تعاملت مع كانط ودوستويفسكي بإحترام كبير، وتعاطف عميق وإن كان غير نقدي.
كانت كتاباتها واضحة وقوية بشكل مثير للإعجاب وتظهر إحساساً قوياً بالتطور الدراماتيكي خصوصاً في الفصل الأخير، حيث أنها تظهر وبشكل مقنع، كانط في الجدل الفلسفي ودوستويفسكي في السرد المتخيل وكلاهما يركزان بإهتمام على الأسئلة المركزية لحرية الإنسان والخيار الأخلاقي، والمسؤولية الفردية، والطابع المطلق غير القابل للإختزال للإلتزام الأخلاقي وإمكانيات "الشر المتطرف" في الطبيعة البشرية والسلوك.
كلاهما يرفضان بشكل حاسم، ليس فقط التأكيد النفعي على العواقب المستقبلية كتحديد للميزة الأخلاقية في التصرفات الحالية، بل يرفضان أيضاً وبنفس الحسم ما دعاه دوستويفسكي بــ "عقيدة المحيط" والإدعاء بأن العوامل النفسية والإجتماعية يمكن التذرع بها بشكل شرعي لتفسير وتبرير الأعمال الإجرامية.
في نواح معينة فإن منهج الإثنين متباين، حيث يشدد كانط على الإستقلالية العقلية للإرادة الفردية في تناقض حاد مع تشديد دوستويفسكي على (الحياة المعاشة) "مجتمع القلوب المحبة" و"المصالحة" أو كما تسميها تشير كاسوفا "المشاركة الصوفية للمؤمنين".
مع ذلك وعبر دراسة أعمال كانط بشكل دقيق لاحقاً، فإن تشير كاسوفا كانت قادرة على أن تظهر بأن كانط في تلك الأعمال قد اقترب من "أخلاق القلب" الدستوفسكية وطور شعوراً حقيقياً للمجتمع الإنساني، كما يميل، مع ذلك، إلى صياغتها بمصطلحات عقلانية في "مملكة الغايات".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد