هذا النص الرّكَبي... هوذا النص الذي يحمل مغامرته معه، بمقدار ما يمتلك القدرة على الإنسال والإنتشار ‏والمكاشفة.‏ ‎
‎ تحيلنا الركبة العارية إلى خاصية عري ملهمة، تمثّل فضاء متخيَّلاً، عالقاً بين حدّي المغيَّب والباعث على ‏العجيب، والمرئي، والذي بدوره يمتلك طاقة هنا، تمثّل عبارة "أن نلبس سروالاً قصيراً" بلغة الجمع، وما ‏فيها من مفرديات، أمام بصائرنا، ذات إعتبار جمالي، أرضي، وما يتعداه، حيث ينتعش النص من الداخل، ‏ويتكاثر بأسمائه، حيث يموت ويحيا في آن، حيث يقول ماضياً ويواريه داخله، حباً بات مؤاتياً، وينفتح على ‏جهاته، حيث لا تعود الجهات، إنما ما يجعل النص إنفجارياً، إنبثاقياً، كما هو شأن اللحم البض، الغض، ‏الطازج، الشهي مأكلاً، والمشتهى تجدداً، لحم يستجمع داخله طبائع.‏ ‎
‎ إنها لعبة الكلمات خارج أي شكل هندسي، أو إطار، وهي تغيّب كلاً من الهامش والمتن، وكأنها حروف لا ‏تتهجأ، إنما إيقاعات، أصوات وحشية، أزمنة في ذات اللحظة، وجوه ما أن تحضر حتى تغيب، تاركة خلفها، ‏في إثرها ما يحفّز على المزيد من متعة القراءة، وهي تسعى إلى التحرر من اسمها، ليصبح الجسد نفسه ‏صوتاً لا يحاط به، أكبر من ألفبائه، وعلامات ترقيمه، أن نلبس سروالاً قصيراً، هو أن نود أنفسنا لا تناهي ‏المعنى، كي نتنفس الحرية، كي نعيش حيوات تتَح لنا سابقاً أبداً أبداً.‏