عن الجسد الذي يُساوَم عليه أي جسد يكون هذا الذي يُسمى بــ "العاهر" وثمة ألقاب أخرى تتداخل معه، من مثل "جسد القحبة" البغي، المومس"؟ ليس من جسد بسيط، لنوجز حقيقته في بضع كلمات، ليس من جسد مرئي، مكشوف من داخله، ليعرَّف به دفعة واحدة، كما هي قائمة الخبريات الداخلة في خانة الرذيلة، الفجور، الضعة، النبذ، لدينا تاريخ قويم بمروياته من القيم التي يستحيل وضعها في مرتبة إعتبارية، أو جمالية ما، أحادية البعد، على الاقل، لحظة التذكر، أو التذكر بجسد البغي المقدسة، الجسد المنتمي إلى المعبد وطقوسياته اللافتة، وكيفية تمرحله، كيفيّة مروره في تحولاته، وبلوغه رتبة دونية، لا أظنها مرغوبة لدى أيّ كان، بالمفهوم الإعتباري، جسد العاهرة، او القحبة تحديداً، كما هو المقروء في لغة الذكر المتعالي، الذكر الذي ما إذا كان جديراً بأن يحتفى به، أو يجري إتفاق على رميه، احتقاره، وإنزاله مرتبة المتع الرخيصة، هو ذاك جزء فاعل، وربما عنصر مستدام، بأكثر من معنى في خانة الذكورة الممجَّدة تاريخياً، أي ما يقرّر بفاعلٍ ذكوري، ويترك أكثر من دمغة عليه، ليكون نتاجاً معلوماً من ثقافته، ومن لعبته، وحتى من توليفه، الجسد العاهر، جسد القحبة، لا ينفصل عن ثقافة تاريخية، وعبر ديانات وثقافات مشبعة.