-
/ عربي / USD
سيظل...
اسمه على مر الزمن...
وكذلك أعماله!"، هكذا توقع...
فريدريك انجلز لرفيقه كارل ماركس في كلمة...
الوداع التي ألقاها لحظة دفنه في مقبرة هايغيت بلندن...
حيث ووري التراث أثر وفاته في 14 آذار 1883...
بعد نحو قرن ونصف القرن على ذلك التاريخ، وبعد كل ذلك الفشل المدوي...
للأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية وعلى رأسها الإتحاد السوفييتي السابق، ها هو اسم كارل ماركس يعود ثانية، ومن لندن ذاتها، بحلة جديدة، وإنسانية محضة، بل مستقبلية، كما لو أنه ليس فقط الرابح الأكبر من أزمة النظام الرأسمالي الراهنة المندلعة بعنفوان لم يتوقعه أحد حتى فترة قريبة، بل المستفيد أيضاً من ذلك الفشل المثير للأحزاب الشيوعية ذاتها التي حكمت بعد وفاته نحو نصف القارة الأوروبية وثلث آسيا لعقود عديدة، وغالباً بالطرق القمعية ذاتها التي أمضى ماركس جلّ حياته في محاربتها، بعد أن كانت حكراً على الأيديولوجيات الإستعمارية والعنصرية والثيوقراطية والرأسمالية الصناعية ففي عدة معارض دولية للكتاب جرت خلال الأشهر الماضية، شكل الإقبال على كتب كارل ماركس ظاهرة مثيرة جديدة، حيث بيعت كتبه بآلاف لا تحصى من النسخ، وفي طليعتها "البيان الشيوعي" الشهير الذي حمل نداءه الخالد: يا عمال العالم اتحدوا!..
هذا الإقبال لفت أعين الصحافة الأوروبية والعالمية عامةً، ذلك لأن كثيرين ظنوا أن تأثير هذا الفيلسوف الألماني الذي توفي عام 1889 قد زال نهائياً من الوجود بزوال الأيديولوجيات الشمولية الشوهاء التي تقمصت اسمه.
لكن ماركس المفكر والإنسان وليس الأيديولوجي المزعوم هو الذي يعود اليوم، فماركس لم يكن أيديولوجيا إلا عرضاً، ولم يكن طالب سلطة أبداً، وهو ما يكشفه الكتاب الجديد والمدهش "كارل ماركس.. قصة حياة" لمؤلفه الصحفي البريطاني فرانسيس وين المنشورة هنا مختارات من فصوله الأربعة وهي: "التحفة المجهولة"، "الحمل الطويل"، "الولادة"، و"ما بعد الرحيل"، وبترجمة متميزة إلى العربية قام بها الكاتب العراقي سعدي عبد اللطيف.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد