ليس نقد المنظومة الدينية ولا اختراق التاريخ او نقد المجتمع هي من جعلت هذه الرواية صادمة للقارىء بل لعل البنية العميقة لهذه الرواية واللغة الثرية القابلة للانفجار بتأويلاتها المتعددة هي من جعلت مشاهد السرد تحتدم بشخوصها واحداثها ..فالانسان الاعزل يواجه قدره ومصيره بكامل...

ليس نقد المنظومة الدينية ولا اختراق التاريخ او نقد المجتمع هي من جعلت هذه الرواية صادمة للقارىء بل لعل البنية العميقة لهذه الرواية واللغة الثرية القابلة للانفجار بتأويلاتها المتعددة هي من جعلت مشاهد السرد تحتدم بشخوصها واحداثها ..فالانسان الاعزل يواجه قدره ومصيره بكامل هواجسه ومشاعره التي كانت عرضة لسرف دبابات الحرب ورصاص الطائفية الاهوج .. يواجه كل ذلك بقلب ناصع يرفعه كراية لا للاستسلام بل للتحدي وكذلك قدمت رواية (بنادق النبي) الواقع العراقي الملتبس منذ عام 1976 وحتى ما بعد سقوط الحكم الشمولي في 2003 مما ادى الى تنامي نشاط تنظيم القاعدة ومن ثم داعش ومحاولات هذه التنظيمات لضرب النسيج الاجتماعي العراقي وبناء تكتلات طائفية تُسبب وتَتَسبب بردة فعل طائفية من قبل الطوائف الاخرى خلقت اجواءا مناسبة لتنامي الحرب الاهلية العراقية وساهم بها التدخل الخارجي لدول الجوار دن استثناء .. ولهذا استعان الروائي بشخصية مزدوجة عانت من الانظمة الشمولية ومن الحرب ومن الحصار ومن الدين الذي حول الوطن الى ارض حرام بعدما حور بعض النصوص المقدسة فصارت (بنادق) تقتل هذا وذاك سواء من المختلف طائفيا اوايدلوجيا لهذا خلق الروائي كارزما خاصة للبطل المأزوم بفقدان الهوية سواءاً منها الدينية والقبلية والاثنية مما اتاح ذلك للروائي بان يسير بالمنطقة المقدسة المحظورة لينتقدها كاشفا عن الانساق المضمرة التي تحرك التيارات الدينية والسياسية للمجتمع وكشف القضايا الخفية التي سببت معظم الأزمات التي عصفت بالمجتمعات الشرقية ، اجتازت الرواية حواجز كثيرة واهمها الحاجز الطائفي اذ انها قدمت الانسان العراقي وهو يكابد واقعه دون تحيز لطائفة دون اخرى فالبطل لا يعرف تماما اصله بعدما تكالبت ظروف غامضة لصناعة ازماته ... وكذلك استطاعت الرواية ان تقدم ومضات من التاريخ السري لبعض المدن كـ عمان وغيرها من مدن العراق الاخرى وقدمت كشفاً عن الدين المانوي الذي اجتثته الاديان الاخرى بعدما كشف الزيف الكهوتي الذي تعاني منه معظم الاديان.