شهد العراق خلال تأريخه الحديث والمعاصر ظهور العديد من الإتجاهات الأيديولوجية والفكرية التي تبلورت على هيأة أحزاب سياسية مختلفة ومتناقضة فيما بينها، وفي إطار سعيها للوصول إلى السلطة وتحقيق المكاسب الحزبية الضيقة، فنتج صراعٌ وتصادمٌ في التوجهات والأفكار والأهداف، ومن تلك...
شهد العراق خلال تأريخه الحديث والمعاصر ظهور العديد من الإتجاهات الأيديولوجية والفكرية التي تبلورت على هيأة أحزاب سياسية مختلفة ومتناقضة فيما بينها، وفي إطار سعيها للوصول إلى السلطة وتحقيق المكاسب الحزبية الضيقة، فنتج صراعٌ وتصادمٌ في التوجهات والأفكار والأهداف، ومن تلك الأحزاب؛ الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث العربي الإشتراكي، حيث يقع كلٌ منهما على طرفي نقيض من الآخر، بل يشعر المتتبع للأحداث أن تأسيس حزب البعث جاء رد فعل على وجود الحزب الشيوعي وأفكاره. وقد انعكست ممارسات الحزبين في ظهور حالة من الصراع والفوضى في الساحة السياسية العراقية، وقد أثَّر ذلك سلباً في حياة المواطنين الإجتماعية والإقتصادية والسياسية، ثم إن حالة الصراع والتصادم فيما بينهم اختلفت حسب ضرورات المرحلة التي مر بها كل حزب من قوةٍ وضعفٍ، فابتدأت من اختلافات في الرؤى والمفاهيم والتوجهات، إلى تصادم الأفكار، ثم إلى التصفيات السياسية في كثير من الأحيان. وقد استمرت حالة الصراع تلك عقوداً طويلة من الزمن وصولاً إلى عام 1968، إذ استلم حزب البعث السلطة فعليّاً وبشكل كامل، فقام بتصفية وتهميش جميع الإتجاهات والأحزاب السياسية العراقية. ووفقاً لذلك تأتي أهمية الموضوع كونه تتبع حالة الصراع بين الحزبين خلال مدة الدراسة.