لقد ترددت كثيراً قبل الشروع في تدوين فصول هذا الكتاب، وأبعدت القلم عن يدي مرَّات عدة، وكنت أتساءل عن جدوى إزاحة الغبار عن دفاتر التجارب القديمة، خصوصاً تلك التي طوى النسيان أحداثها، وتجاوزت وقائع الحياة تفاصيلها.فضلاً عن أنني شاهد على بعض تلك الأحداث ولست صانعاً لها، وما...
لقد ترددت كثيراً قبل الشروع في تدوين فصول هذا الكتاب، وأبعدت القلم عن يدي مرَّات عدة، وكنت أتساءل عن جدوى إزاحة الغبار عن دفاتر التجارب القديمة، خصوصاً تلك التي طوى النسيان أحداثها، وتجاوزت وقائع الحياة تفاصيلها. فضلاً عن أنني شاهد على بعض تلك الأحداث ولست صانعاً لها، وما زاد في ترددي ذلك الشعور بالمسؤولية تجاه النفس وأمام الآخرين، الذي رافقني زمناً ورافقته، بسبب الجرائم والأخطاء التي ارتكبتها الحركات السياسية العراقية وأحزابها، ومنها البعث، سواء من موقع المعارضة أم الحكم، ودفع شعبنا العراقي وشعوبنا العربية، ثمناً لها، من دمها وتقدمها وأمنها. ومما لا شك فيه أن حمل السلاح وانتزاع الحكم وفرضه على الآخرين، يحتاج إلى قدرٍ من الشجاعة، لكنها تبقى دون مستوى شجاعة مواجهة الناس ومصارحتهم والإعتراف أمامهم بالأخطاء والجرائم السياسية.