لم يسمحوا لي بلملمة ما تبقى من روائح صغيري لترتيبها و ضمها إلى خزانة أنفي. بعودته من الجبهة، كان مستعجلا وناسيا كعادته العديد من الأشياء، هده المرة نسي يده اليمنى، وروحه كذلك. كان مكتفيا برصاصة في جيب رئته مع كيس ممزق لموت مستعمل، لكني – ودون نتيجة – توسلتهم، وذهبوا به إلى...
لم يسمحوا لي بلملمة ما تبقى من روائح صغيري لترتيبها و ضمها إلى خزانة أنفي. بعودته من الجبهة، كان مستعجلا وناسيا كعادته العديد من الأشياء، هده المرة نسي يده اليمنى، وروحه كذلك. كان مكتفيا برصاصة في جيب رئته مع كيس ممزق لموت مستعمل، لكني – ودون نتيجة – توسلتهم، وذهبوا به إلى متحف المقبرة دون أن أراه، ولعدة أشهر من التفريط بالبكاء بلا فائدة ، اقترحت أن يقطفوا عيني، ويطعموها لفم القبر، عسى أن تطمئن على ابني، هناك، إذا ما كان بحاجة لسقيه بالنحيب. عسى أن تنمو يده ويبلل جفاف قلبه بكائي، لكني تفاجأت وأنا أجد نوافد القبر مفتوحة. بينما المكان خال، كانت أصوات القصف والرصاص تنبعث من ثقب يؤدي إلى الجبهة.