قليلةٌ هي نواحي الحَياة الحديثة المًثقلة بكمِّ المعلومات والنصائح، المتناقضة غالباً، عن حميتنا وصحتنا؛ أَكثِرْ من اللَّحْم، اِمتنع عن اللَّحْم، الحبوب الكاملة صحية، أو الحبوب الكاملة مصيبة، كُلَّ كُلَّ شيء بِاعتدال، أو كُلْ أطعمة معينة وحسب، وهلم جرَّا.في كتاب (100 مليون...
قليلةٌ هي نواحي الحَياة الحديثة المًثقلة بكمِّ المعلومات والنصائح، المتناقضة غالباً، عن حميتنا وصحتنا؛ أَكثِرْ من اللَّحْم، اِمتنع عن اللَّحْم، الحبوب الكاملة صحية، أو الحبوب الكاملة مصيبة، كُلَّ كُلَّ شيء بِاعتدال، أو كُلْ أطعمة معينة وحسب، وهلم جرَّا. في كتاب (100 مليون عام من الطعام)، يوضح عالم الأنثروبولوجيا ستيفن لي، كيف أن مطابخ الثقافات المختلفة هي نتيجة قرون من التطوُّر، ومعالجة بدقة لتلائم محيطنا وتركيبنا الأحيائي. لكنها، الآن انحرفت عن حميات الأسلاف، واعتمدت بدلاً من ذلك الطعام المنتج تجاريّاً بوفرة، والذي غالباً ما تدخل المواد الكيميائية في تصنيعه، ويؤدي إلى ما ندعوه "الأمراض الغربيَّة"، مثل السرطان وأمراض القلب والبدانة. سيأخذنا ستيفن لي، برحلة شيقة إلى أماكن مثل فيتنام، وكينيا، والهند، والولايات المتحدة الأمريكية، وسيُعرفنا على الأناس ممن يزرعون الطعام ويطبخونه ويأكلونه بالطرائق التقليديَّة والحديثة، سعياً منه لحمية صحيَّة ومستدامة. ومن ثم، سيتناول حُجَجَاً واضحة ودامغة مبنية على البحث العلميِّ، تؤكد أن حميات أسلافنا هي خط الدفاع الأول والأفضل لحماية صحتنا وتوفير حمية متزنة. على خلاف، حميات الأطعمة السريعة، مثل حمية باليو أو الحمية النباتية، التي تضر بطبيعتنا الأحيائية وتتجاهل الطبيعة المعقدة لأجسامنا.