عند اختباري لهذه الأحداث، شعرتُ بأنها غريبة ومختلفة عن كل الاختبارات الشخصية التي مررت بها في حياتي. وقد حرّكت في داخلي عدة مشاعر منها شعور بالبهجة والسعادة والفرح وشعور باليقين الأكيد أن هناك قوة عالمة وحاضنة وموجّهة تدخلت لكي تحصل لي هذه التجارب.
وشعرتُ أيضاً بأنه يقع عليّ واجب نحو هذه القوة العالمة والحاضنة لي بمحبة وحنان، أن أفعل ما يسرها ويرضيها. ووجدت أني كلّما فعلتُ شيئاً بقصد إرضائها وإسعادها، تحقق ذلك الشيء. ولم أشعر بأني رهين تلك القوة أو أنّ إرادتي قد سُلبت مني، وأنّي قد فقدتُ حريتي وأصبحتُ مسيَّراً. ولكن العكس من ذلك قد حصل. إذ كنت أسعى إلى التفتيش عن طرق إبداعية لأعمل ما أعتقد أنه ينشر السرور والرضا في الآخرين. فاعتقادي وإيماني بحضور تلك القوة العظيمة والرشيدة، لم ينتج عنه اعتقاد أو شعور بأنها تسلبني حريتي، وأن وجودها يتعارض مع وجود الشر في العالم. على العكس من ذلك، تأكدت لي حريتي بوضوح وثبت لي أن الشر المستشري في العالم مقصود وجوده ومقدّر من تلك القوة العظمى، أي الله لحكمة أسمى من الشر، تعلمها هي، ولكن الإنسان يجهلها. فلا حجة فقدان الحرية الإنسانية ولا حجة وجود الشر في العالم تدحضان فرضية الوجود الأكيد للقوة العظمى، التي هي الله وقد اهتديتُ إلى وجودها من خلال تجارب شخصية أحلّلها بدقة في ثنايا هذا الكتاب.