نظراً لحداثة ميدان الدراسات المستقبلية في العالم العربي، وغلبة المنظور الحدسي على استشراف المستقبل، ونقص المعرفة في تقنيات الدراسات المستقبلية، فإن مركز الزيتونة يأمل من تقديم هذا الكتاب تحفيز الدراسات العربية في مجال الاستشراف، القائمة على معرفة تقنيات هذا الميدان،...
نظراً لحداثة ميدان الدراسات المستقبلية في العالم العربي، وغلبة المنظور الحدسي على استشراف المستقبل، ونقص المعرفة في تقنيات الدراسات المستقبلية، فإن مركز الزيتونة يأمل من تقديم هذا الكتاب تحفيز الدراسات العربية في مجال الاستشراف، القائمة على معرفة تقنيات هذا الميدان، وكيفية تطبيقها. لقد أصبح علم الدراسات المستقبلية ميداناً معرفياً يتغذى على كل ما تثمره المعرفة العلمية المتجددة في كل ميادينها. ومن يلقي نظرة على جداول أعمال ومشاريع المختبرات في العالم، يدرك بشكل لا لبس فيه أن العالم مقبل على تحولات أعمق كثيراً مما يبدو على السطح، وبأسرع كثيراً مما نتوهم. إن المستقبل هو الحيز الوحيد المتاح للحركة والتغيير، فالماضي لن يحضر، والحاضر قائم لا يحتمل التدخل في معطياته، أما المستقبل فهو البُعد الوحيد في السلسلة الزمنية، التي يمكن العمل على التحكم بها؛ ولعل هذا ما أكده العالم الفيزيائي البرت آينشتاين حين سُئل لماذا أنت مهتم بالمستقبل، فقال وبكل بساطة "لأني ذاهب إلى هناك".