تسعى هذه الدراسة إلى تحليل مفهوم "تقليص الصراع" لدى الجانب الإسرائيلي من خلال البحث في نشأته، وتطوره، وانعكاساته؛ وتكشف سياسته في إعادة هندسة العلاقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في فلسطين المحتلة سنة 1967 (الضفة الغربية وقطاع غزة)، وبما يلائم المتغيرات والتحولات في مشروع...
تسعى هذه الدراسة إلى تحليل مفهوم "تقليص الصراع" لدى الجانب الإسرائيلي من خلال البحث في نشأته، وتطوره، وانعكاساته؛ وتكشف سياسته في إعادة هندسة العلاقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في فلسطين المحتلة سنة 1967 (الضفة الغربية وقطاع غزة)، وبما يلائم المتغيرات والتحولات في مشروع الاستعمار الاستيطاني الصهيوني، وخصوصاً في منطقة الضفة الغربية، وفي مقدمتها التحول من فكرة "الضم الزاحف" إلى "الانفصال الزاحف". وتُبيّن الدراسة بأنّ خطة "تقليص الصراع" تقوم على الانفصال السياسي عن سكان الضفة الغربية، بالتزامن مع تعزيز ارتباطهم وتبعيتهم الاقتصادية، فهي في جوهرها تَحوُّلٌ من فكرة "الضم الزاحف" التي تبناها اليمين الإسرائيلي سابقاً إلى فكرة "الانفصال الزاحف" عن السكان لا عن الأرض، وذلك بهدف الخروج من مصيدة مناطق 1967، المتمثلة بالخطر الديموجرافي الفلسطيني، والسعي لتحقيق الأمن. ويمكننا الاستنتاج بأن هذه الخطة نابعة من حاجة المستعمِر إلى تعزيز وضع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، كسلطة "حكم ذاتي"، وذلك عبر منحها المزيد من الصلاحيات، والحرص على تحسين وضعها الاقتصادي، بما يضمن استمرار وجودها بشكلها الحالي، كسلطة بلا سلطة، بحيث تكون قائمة في جوهرها على التنسيق الأمني وتابعة اقتصادياً لـ"إسرائيل".