تسعى هذه الدراسة للإجابة عن سؤال يتعلق بماهية العلاقة بين الاستشراق وكلاً من الصهيونية والإسلاموفوبيا؛ وتنطلق من فرضيتين أساسيتين الأولى أن الاستشراق مهّد للصهيونية من خلال محاولة إثبات الحق التاريخي لليهود في فلسطين، والثانية أن ظاهرة الإسلاموفوبيا عبارة عن امتداد...
تسعى هذه الدراسة للإجابة عن سؤال يتعلق بماهية العلاقة بين الاستشراق وكلاً من الصهيونية والإسلاموفوبيا؛ وتنطلق من فرضيتين أساسيتين الأولى أن الاستشراق مهّد للصهيونية من خلال محاولة إثبات الحق التاريخي لليهود في فلسطين، والثانية أن ظاهرة الإسلاموفوبيا عبارة عن امتداد لظاهرة الاستشراق. وقد خلصت هذه الدراسة إلى أنّ أعمال بعض المستشرقين مهدت الطريق أمام الحملات الاستعمارية الأوروبية، وعمل بعضهم بشكل مباشر في خدمة الاستعمار، فهيأ الاستشراق من خلال "المعرفة" كل الشروط لترجمة القوة وفرض سيطرة استعمارية على فلسطين. وتطورت ظاهرة الاستشراق وتحولت إلى ظاهرة الإسلاموفوبيا، وأدى الترابط بين أعمال المستشرقين و"الخبراء" ومحاولة إثبات الحق التاريخي للصهاينة في فلسطين إلى تصنيف أيّ شكل من أشكال "الرفض" لهذا "الحق" بـ"الإرهاب"، وهذا سيقود بالضرورة إلى تصوير الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين كصراع بين قوميتين متصارعتين على أرض فلسطين لهما الحقوق نفسها؛ القومية الفلسطينية و"القومية اليهودية"، وذلك بهدف التعمية على حقيقة المشروع الصهيوني الاستعماري في فلسطين، وحقيقة أن الصراع هو بين مستعمر محتل وسكان أصليين. وهذه الدراسة هي رقم 2 من سلسلة دراسات علميَّة محكَّمة، التي تهدف إلى تسليط الضوء في كل دراسة منها على إحدى القضايا المهمة التي تشغل المهتمين والمتابعين لقضايا المنطقة العربية والإسلامية، وخصوصا ً فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني. وتزود هذه الدراسات، التي تصدر بشكل دوري، القراء بمعلومات محدَّثة وموثقة ومكثفة في عدد محدود من الصفحات.