... وبعد، فهذا الكتاب، رغم إصرار السيد خاتمي على وصفه بـ"المتواضع"، ورغم تناوله موضوعه بأسلوب تعليمي، كتاب "مبادئ"؛ ومن ثم فالقارئ فيه اثنان: "محبٌّ مفرط يذهب به البغضُ إلى غير الحق" وكلا القارئين ظالِم، فالذي يرى فيه برنامجاً سياسياً لا يفصح عن نفسه ينتقص منه، وكذا من يرى فيه...
... وبعد، فهذا الكتاب، رغم إصرار السيد خاتمي على وصفه بـ"المتواضع"، ورغم تناوله موضوعه بأسلوب تعليمي، كتاب "مبادئ"؛ ومن ثم فالقارئ فيه اثنان: "محبٌّ مفرط يذهب به البغضُ إلى غير الحق" وكلا القارئين ظالِم، فالذي يرى فيه برنامجاً سياسياً لا يفصح عن نفسه ينتقص منه، وكذا من يرى فيه بياناً فلسفياً بأسماء مستعارة. وعلى أيّة حال، وهو مما لا يختلف فيه، فإن صراحة السيد خاتمي، (المدهشة بالعربية إن لم تكن كذلك بالفارسية)، وامتلاكه أدوات التعبير عن آرائه ومواقفه، في منأى من الرّطانة، يغنيانه عن التعريض ويغنيانه عن التقيّة، ولقارئ أدنى صحيفة يومية أن يتبين ذلك بنفسه. لأنه كذلك، فأجدى بقارئ هذا الكتاب أن يقرأه كتاباً، وأن ينتفع مما بين دفتيه وأن يحمي نفسه من فتنة القياس-لا سيما أنه، إن لم يفعل يجد نفسه يقيس "شاهدين" لا نسبة بينهما: هذا الكتاب وذلك الموقف أو التصريح، ويجد نفسه ينأى بها، مهما صحّت النية منه، عن العدل؛ والعدل، جهر بذلك أم سكت عنه، من شرائط القارئ فضلاً عن الكاتب.