أسرار النفس البشرية كثيرة وعميقة، وقد ولج علم النفس قسمًا لا يستهان به منها، لكن، وباعتراف علماء النفس، لا يزال في مرحلة الحضانة في مدرسة النفس البشرية الشاسعة... فأسرار النفس في غالبيّتها تختبئ وراء حجب المادة وأغشية السلبية وتستتر خلف إنشغالنا عن نفوسنا وذواتنا في تفاصيل...
أسرار النفس البشرية كثيرة وعميقة، وقد ولج علم النفس قسمًا لا يستهان به منها، لكن، وباعتراف علماء النفس، لا يزال في مرحلة الحضانة في مدرسة النفس البشرية الشاسعة... فأسرار النفس في غالبيّتها تختبئ وراء حجب المادة وأغشية السلبية وتستتر خلف إنشغالنا عن نفوسنا وذواتنا في تفاصيل عيش عاديّات الأمور...
من هنا قدّمت هذه الرواية، قصة طالب إيزوتيريك إنتهج درب الوعي مسارًا لحياته، وتعلّم كيف يحيّد المفاهيم العامة والمعلّبة جانبًا كي لا يبقى على هامش الحياة بل يمخر عباب أسرارها لتتكشّف له خبايا لم تكن في الحسبان.
في رحلته لاكتشاف أسرار النفس، أيقن الطالب أن المصادفة لا تتلاعب في حياتنا، وليست هي من تخطّ مصائرنا، بل أصبح ينظر إلى الحياة من منظار جديد يليق بها ويجعله أهلًا لها، فتفتح له الحياة جناحيها ويسير طريقه على معارج المعرفة ليرتشف رحيقها رويدًا رويدًا في سيمفونية الأخذ والعطاء، سنّة الحياة على الأرض وفي الماوراء...
بحثَ بطل هذه الرواية عن الأسباب الخافية والدوافع وراء تجسّد المرء في كنف عائلة معيّنة أو في ربوع وطنٍ معيّن أو ضمن رحاب مجتمع معيّن... وذلك إنطلاقًا من أنّ مفهومَيْ الحظ والمصادفة ليسا إلّا وهمٌ ابتدعه الفكر البشري كحلٍّ مؤقت، فِعله فعل الدواء الوهمي (Placebo Effect) لتفسير مختلف الوقائع الحياتية غير المفهومة للعامة...
تقدّم هذه الرواية، رؤية جديدة للحياة من منظار الإيزوتيريك تعيد فيها الإنسان إلى غرفة القيادة والتحكّم في برمجة أحداث حياته... كما وتدعو القارئ للربط بين أحداث حياته وفهم أسرار النفس عبر دراسة محيطه من جهة، ودراسة شخصيته ومراقبة تصرّفاته لتقويم مسلكه الحياتي من جهة أخرى. عندها سوف يتمكّن المرء، رويدًا رويدًا، من فكّ شيفرة كلّ ما هو غير واضح في حياته، ويزيل النقاب عمّا خفيّ من حوله... فمستوى الوعي العام بات يقتضي بأن يستعيد المرء زمام التحكّم في حياته ولا يبقى عرضة لتأثير الكواكب والمقدرات الأخرى...
كما وتتطرّق هذه الرواية إلى البحث في مفهوم المشاركة كونها الصفة المشتركة بين دور المرء بين أفراد عائلته ومهمته في وطنه، لا بل هي التفعيل الحسّي لهذا الدور...
إضافة إلى ما تقدم، تتوسّع الرواية في شرح حقيقة التواصل، فقدّمته على أنّه هو هدف الترابط وسرّ المشاركة بين مكنونات النظام... فالجميع في تواصل دائم، ولعلّ قول الفنان والعالم الألمعي ليوناردو دافنشي «تعلّموا كيف تروا وتدركوا أن كل شيء متصل بكل شيء آخر» هو خير دليل على ذلك...
ختامًا، نقول أنّ رواية "أسرار النفس البشرية" هي دعوة إلى كلّ فرد للقيام برحلة وعي الباطن في داخله، واستشفاف إنعكاسه في ما حوله... فهي رحلة شيّقة سوف تمتد لأجيال، وهي الإنطلاقة نحو أماكن نائية في النفس لم ندرك قبلًا وجودها…