الهوية الضائعة قد تكون حالة اجتماعية تعاني منها مجموعة من البشر، أو حالة فردية يعاني منها من اختل توازنه النفسي والحياتي، لكنّها حتمًا حالة شاملة تشكو منها البشرية جمعاء عندما يعود الأمر إلى ضياع هوية الإنسان كمخلوق مميّز صاحب دور أساسي في تكامل عملية الخلق وتحقيق مخطّط...
الهوية الضائعة قد تكون حالة اجتماعية تعاني منها مجموعة من البشر، أو حالة فردية يعاني منها من اختل توازنه النفسي والحياتي، لكنّها حتمًا حالة شاملة تشكو منها البشرية جمعاء عندما يعود الأمر إلى ضياع هوية الإنسان كمخلوق مميّز صاحب دور أساسي في تكامل عملية الخلق وتحقيق مخطّط الوعي... من منا لم يسأل نفسه يومًا: من أنا، ماذا أريد من الحياة، وماذا تريد الحياة مني؟ من منا لم يتساءل عن الغاية من الوجود وعن سبب المعاناة في الحياة؟ لكن الاجابات عن أسئلة مماثلة لن يجدها المرء إلّا إذا بحث في أعماق نفسه، عن نفسه، وذلك بحسب مقولة سقراط: إعرف نفسك تعرف كل شيء... النفس البشرية، هذا القارب الذي ما انفك الانسان يبحر عبره في عبوره المتكرر بين ضفتي الحياة، هذا البُعد الذي تنطوي أغواره على ذاكرة الأعمار وخبرات الحيوات، هذا الوجه الذي غيّرت ملامحه ندوب الخبرات، يخفي وراءه الوجه المشرق الذي ينتظر ان يُزاح عنه النقاب، هوية المرء الحقيقية، وجه الذات الإنسانية في كل إنسان. الهوية الضائعة رواية تلقي الضوء على النفس البشرية، هوية الإنسان المتجسد، منبع صفات شخصيته، مرجع نتائج خبراته، مصدر هنائه وسبب شقائه في آن... وتُظهر مخاطر التلاعب بالباطن الإنساني تحت مسمّيات مختلفة، وتكشف الرابط بين أحداث الحياة ومستوى الوعي الفردي، بين كل خبرة حياتية والفراغ أو النقصان في النفس التي تعبّئه هذه الخبرة، لأنّه ما من مصادفة أو حظ في نظام الوجود، «فالصدفة هي منطق العبثية والحظ هو حجة العجز...».