أغمض عينيك، هدّئ أفكارك، ثم تعمّق بتركيز فيها.. ماذا تشعر؟ ماذا ترى؟! هل ترى شاشة سوداء، او خيالات ضبابية مهتزّة ترقّ حيناً وتتكثّف أحياناً، أو يشغلك صخب أفكارك وهي تتسابق وتتقافز من فكرة إلى أخرى؟! تعمّق أكثر في ما تراه أو تفكّر به، ثمّ تساءل عن ماهيّة ما تشاهده، ما تفكر به،...
أغمض عينيك، هدّئ أفكارك، ثم تعمّق بتركيز فيها.. ماذا تشعر؟ ماذا ترى؟! هل ترى شاشة سوداء، او خيالات ضبابية مهتزّة ترقّ حيناً وتتكثّف أحياناً، أو يشغلك صخب أفكارك وهي تتسابق وتتقافز من فكرة إلى أخرى؟! تعمّق أكثر في ما تراه أو تفكّر به، ثمّ تساءل عن ماهيّة ما تشاهده، ما تفكر به، وما تشعر به...
أين تكمن الذات، وأين تكمن النفس؟ ما هي ما هيّة كل منها؟ "شكلها"، "لونها" أو طبيعتها، إن صحّ التعبير؟! هي الأسئلة التي يجيب عنها الكتاب فتتوسع في فهم حقائق الكيان الإنساني والوجود الذي يحويه...
هذا الكتاب يرمي إلى الحد من ألم جهل النفس للنفس بسبب جهلها لصورتها الأصل القابعة في الذات، أي بسبب جهلها لحقيقتها. فما من سجن أقسى وأشدّ ظلاماً من سجن شفافية الحقيقة في كثافات سلبية الواقع، أو سجن "الإنساني" (في الذات) في محدودية "البشري" (في النفس)، أو سجن شمولية الذكاء في محدودية الفكر الأفقي المادي.. حقاً، ما من زنزانة أسوأ من أسر الحرية في متاهات الأنا، التي توازي سجن الروح في عشوائية فوضى اللانظام.
على رسلك أيها القارئ، تمهّل في دخول الكتاب، فأنت أمام رحلة نحوك، رحلة إليك وفيك وحولك.. رحلة فريدة هي حصيلة خبرة نفسية وذاتية؛ رحلة أنت فيها الطريق، وأنت فيها المسافر، رحلة تنطلق من آنية واقعك فتصل معها إلى حقيقة نفسك وكيانك.. تمهّل، لا تستعجل المسير، ولكن لا تبطئ، فأنت على موعد مع حقائق لا تودّ إغفالها.