حروب صغيرة لسلام كبير، وصف مختصر لدوافع مسار الوعي الذي يتوجّب على كل امرئ سلوكه إرادياً وطوعياً، عبر المعاناة الواعية، للوصول إلى هدف وجوده، أو مجبراً لاإرادياً عبر الألم لتوعية الظاهر والباطن فيه على درب الحقيقة.إنّ الحروب الخارجية ما هي إلا إنعكاس للحروب الداخلية، فهي...
حروب صغيرة لسلام كبير، وصف مختصر لدوافع مسار الوعي الذي يتوجّب على كل امرئ سلوكه إرادياً وطوعياً، عبر المعاناة الواعية، للوصول إلى هدف وجوده، أو مجبراً لاإرادياً عبر الألم لتوعية الظاهر والباطن فيه على درب الحقيقة.
إنّ الحروب الخارجية ما هي إلا إنعكاس للحروب الداخلية، فهي تجسيد لما يعتمل في نفوس البشر من جهل وطمع، وحقد وكره وأنانية، والعديد غيرها من السلبيات، تنفجر حروباً وكوارث وويلات، كنتيجة حتميّة لتحكّم تلك السلبيات في تصرفات النفس البشرية، لتوقظ البشر عبر الألم المطهّر لواقعهم المزري الذي أوصلهم إلى الحروب.
سوف تنحسر الحروب بمعناها المدمّر لتؤول في المستقبل إلى ما أعلنته علوم الأيزوتيريك مراراً وتكراراً، عن أنّ "الحروب المستقبلية هي حروب فكرية يتقارع فيها المنطق بالمنطق، والحجة بالحجة، لتقديم ما يفيد البشرية جمعاء وما يساعد في تطوير الإنسان".
طلب المعرفة غير مرتبط فقط بالإيجابي من الأعمال، فالتعلّم حتى من السلبي في الحياة له الأهمية نفسها، كالحروب مثلاً، تكسبنا المقدرة على تحويل الطاقة السلبية المستخدمة في تلك الأعمال إلى طاقة إيجابية في أعمال أخرى.
"إنّ كل ما يتضمّنه هذا الكون الرحيب، مهما اختلفت طبيعته أو تنوّعت، لم يوجد إلا لخدمة الإنسان ولمساعدته في التقدّم على مسار الوعي والتطوّر، شرط أن يتعرّف إلى كيفية الإفادة منه!".
الوعي تطبيق المعرفة، والمعرفة طريقها منوطة بإزالة السلبيات واكتساب الإيجابيات، والإيجابيات نور، وطبيعة النور التوسّع والتمدّد والتجدّد، وما الصراعات سوى العمل على تصحيح الخلل في تطبيق هذه المعادلة الإنسانية السامية، وإعادة الأمور إلى نصابها، عندها تنتفي الحروب ومسبباتها.