"وأخيراً اعترَفـَتْ..." رواية تسلّط الضوء على السعادة التي يبحث عنها كل انسان في مسيرة الحياة. وكثيراً ما قد يبحث عنها في كل مكان إلاّ في رحاب نفسه. فالرواية تكشف واقع السعادة الحقيقية التي تنمو أو تتضاءل وفق مستوى وعي المرء... وكون الايزوتيريك نهجاً تطبيقياً عملياً عملانياً،...
"وأخيراً اعترَفـَتْ..." رواية تسلّط الضوء على السعادة التي يبحث عنها كل انسان في مسيرة الحياة. وكثيراً ما قد يبحث عنها في كل مكان إلاّ في رحاب نفسه. فالرواية تكشف واقع السعادة الحقيقية التي تنمو أو تتضاءل وفق مستوى وعي المرء... وكون الايزوتيريك نهجاً تطبيقياً عملياً عملانياً، فالقصة تقدّم المنهج العملي لتحقيق السعادة، وذلك من خلال سرد سيرة امرأة في مشوارها مع الحياة منذ نعومة أناملها وحتى تعرفّها إلى حقيقة نفسها. تسردها في أقسام ثلاثة بأسلوب السهل الممتنع، لتنقل فصول لواعج الفؤاد وتأرجحه بين الشقاء والسعادة في ظل واقع تقلبات النفس البشرية بين جهل ومعرفة، وبين ألم ولذة، وبين فشل وانتصار... "وأخيراً اعترفـَتْ..." تنقل القارئ من سعادة إلى أخرى... لتصل إلى سعادة الطمأنينة- سعادة الاعتراف. فالاعتراف ليس فضيلة فحسب، بل هو في مفهوم علوم انسانية الانسان-الايزوتيريك مسار السيادة على النفس عبر توسيع الوعي إن اقترن بالتصحيح... هو تعرية الفكر بتجرّد وصدق لمعاينة نواقص النفس البشرية، أي استشفاف السلبيات والتصرفات الخاطئة، والاعتراف بها حتى تبدأ ورشة العمل على تقويم النفس والمسلك الحياتي. فالبطلة تصف كيف كانت تعاني كلما اعترفت. إذ إنَّ الاعتراف كما جاء في الرواية "كان يُخرج نفسها من نفسها كالأفعى التي تنسلّ من جلدها الملوّن، فتظهر الحقيقة الخفية... فالاعتراف كان دائماً الخطوة الأصعب لها، لأنَّها كانت تحتضن بداية الاعتراف بالسلبية ونهاية زوالها". أحداث هذه الرواية تظهر أنَّ الحياة ليست مسيرة مستقيمة يبتدئها المرء ويتابعها برتابة، وبالسرعة نفسها ليبلغ نهايتها... بل هي سلسلة هبوط وصعود، تراجع وتقدّم، ظلام ونور... والانسان المتيقظ والساعي لتحسين حياته هو الذي يستفيد من كل ظرف ومطلق فرصة، وهو الذي يكتسب خبرة من كل فشل إن اعترف بأخطائه وعمل على تصحيحها. فهذا ما حصل مع البطلة التي قومت مسار حياتها ومشت بخطىً ثابتة بعد أن زلت بها القدم مرات عدة... هذا وضمن الاعترافات التي تضمّنَتها الرواية، تقص البطلة سبب أخطائها بصدق... فبعد أن أهملت العمل على توعية نفسها وتنقيتها من السلبيات، حصدت ما لا يخطر في البال، لتقول: "المفاجأة كانت أنَّ تلك الصفات قد عادتْ إليّ أقوى مما كانت عليه في الماضي. عادتْ أقوى وأشرس لأنَّ البذرة التي زرعتها ورعيتها لوقت طويل تحوّلت إلى أشواك وعوسج... هذا ما حصدته من لاوعيي، صفات سلبية أكثر قوة وتشبُّثاً وهيمنة". أجمل ما في "وأخيراً اعترفـَتْ..." أنَّها حصاد من اعترافاتٍ نابعةٍ من الفؤاد، من أعماق الباطن، ومن الإرادة الصادقة للتقدّم في الحياة بوضوح ومسؤولية... فالاعترافات تصلح لأن تكون دليلاً لكل من انتهج المسار نفسه، ولكل من زلّت به القدم أو تكاد، كما حصل مع بطلة الرواية التي تدعو المرء إلى عدم اليأس، أو التراجع، وألاّ يدع الفشل يهزمه ويثبط من عزيمته... بل أن يغتنم الفرصة، فيتعلَّم من خطئه، محوِّلاً إيّاه إلى درسٍ هادفٍ يكتسب منه الخبرة والوعي. وها نحن نفسح في المجال أمام القارئ للاستمتاع بقراءة الرواية.