في العصور السابقة التي ساد فيها الجهل واللاوعي، كانت معرفة باطن الإنسان حكراً على النخبة والخاصة، حفاظاً على قداستها.واليوم، بعد أن أشرفت البشريّة على دخول عصر النور والمعرفة - عصر الدلو، قرّر القيّمون على علوم باطن الإنسان الراقية - علوم الإيزوتيريك - نشر معارف جديدة على...
في العصور السابقة التي ساد فيها الجهل واللاوعي، كانت معرفة باطن الإنسان حكراً على النخبة والخاصة، حفاظاً على قداستها.
واليوم، بعد أن أشرفت البشريّة على دخول عصر النور والمعرفة - عصر الدلو، قرّر القيّمون على علوم باطن الإنسان الراقية - علوم الإيزوتيريك - نشر معارف جديدة على الملأ والكشف عن الأسرار والخفايا التي تتوافق ودرجة الوعي العام، أو ترتقي به لتحسين مستوى حياته وتحضيره لدخول العصر الجديد.
أما أحد أهم طرق نشر المعرفة، فيعتمد على مخطوطات المعرفة القيّمة المقترنة بالتطبيق العملي والتجربة الشخصية...
إنّ المُريد الذي يبحث عن مخطوطات المعرفة المفقودة أو عن خيوط تقوده إلى معرفة البواطن وكشف الأسرار الدفينة، سيجد في هذا الكتاب بعض المفاتيح التي تعينه في سعيه، وسيجد مفاتيح أخرى في التساؤلات الخاصة التي تخطر في باله خلال قراءته.
"المخطوطة المفقودة" مغامرة في رحاب المعرفة، تبدأ بنداء داخلي - خارجي، يستحثَ البحث وتعميق التفكير في منابت السؤال الحرّ، لا بل في إعادة صوغ أسئلة جريئة حيّرت الفلاسفة والعلماء الأكاديميين، سعياً إلى إشباع التجربة المعرفية الأشمل وتشبيعها بالوعي من خلال التطبيق العملي.
تمتد "المخطوطة المفقودة" في مسارين يتعاقبان بين قصّة المرشد وقصّة المريد، وفي كلّ التقاء بين المسارين يتأجّج التفاعل ويستقي القارئ من رحيق الخبرات، حيث يتكامل مسار المريد مع مسار المرشد، كما يتكامل التساؤل مع الإجابة، والأخذ مع العطاء، والشهيق مع الزفير في أنباض الحياة.
في جوّ من التشويق، تقدّم "المخطوطة المفقودة" كشفاً معرفياً يتجاوز المعرفة العلمية الأكاديمية، في تفكيك سلسلة أحاجٍ تتطرّق إلى تقنيّة التأمّل وفنّ التركيز الذهني من جهة، وإلى ماهيّة الأحلام وسر طاقة الحياة من جهة أخرى، وتتناول موضوع المراكز الباطنية (شاكراً) في الكيان، وغيرها من ركائز معرفة الذات.
لا تقتصر الرواية على سرد مشوّق ومغامرة ممتعة لطالبة في كليّة الطب وحسب، بل تلقي الضوء على مجاهل تدعو القارئ نفسه إلى الإقلاع في رحلته الخاصة في رحاب المعرفة نحو تحقيق الذات!.