يأتي كتاب "بين الموسيقى والباطن..." ليلقي نظرة علمية- باطنية- حياتية شاملة تغور في أهمية الموسيقى في حياة الإنسان... كاشفاً خفايا العلاقة التي تربط الإنسان (ذبذبيّاً) بالألحان، وموضحاً النظام السباعي الذي قام كل شيء على أساسه: "فالنوتات الموسيقية الأساسية سبع، والألوان...
يأتي كتاب "بين الموسيقى والباطن..." ليلقي نظرة علمية- باطنية- حياتية شاملة تغور في أهمية الموسيقى في حياة الإنسان... كاشفاً خفايا العلاقة التي تربط الإنسان (ذبذبيّاً) بالألحان، وموضحاً النظام السباعي الذي قام كل شيء على أساسه: "فالنوتات الموسيقية الأساسية سبع، والألوان الأساسية التي تشكل طيف النور سبعة، كما أنّ أجسام الإنسان الباطنية سبعة، والشاكرات سبع... كذلك الكواكب الرئيسة سبعة... إلى ما هنالك... وكلّها مترابط بعضها ببعض ضمن وحدة تشير إلى إبداع الخلق في المخلوق!". فضلاً عن ان الكتاب يكشف أيضاً علاقة حالات التأمل بالموسيقى، ويربطها بالمحور الأساس، الانسان، شارحاً دورها الفاعل في كيانه الباطني إذ يقول "إنّ التأمل هو الذي يوصل إلى روح الموسيقى، إذ عبر التأمل، يستشف الإنسان العلاقة التي تتخطى بُعد المادة لتلامس الباطن فيه، بل هو يخترق أعماق وعيه ليستمع عبر حواسه الباطنية إلى الموسيقى الصادحة دوماً، التي تُحْدثها ذبذباتها التي لا تكف عن الحركة... فالموسيقى أكثر من غذاء لأجهزة الوعي (الأجسام الباطنية) في الإنسان، بل هي أحد مكوناتها الأساسية التي تعبِّر عن وجودها في ديمومة حركتها وتفاعلاتها اللامتناهية...". يخبرنا العلم أنّ الإنسان بدأ يختبر تفاعل الأصوات في كيانه منذ بدأ يفكر. أمّا الإيزوتيريك (علم الوعي) فيعود دائماً الى الأصل، الى العلة الأولى مقدماً معرفته العملية ومعلِّلاً "أن علاقة الإنسان بالموسيقى قديمة ِقدم الخلق... وأنها علاقة ديمومة وجود وتفاعل وعي، كونها جزءاً لا يتجزأ من كيانه!". والايزوتيريك لا يتوقف عند تفسير هذه العلاقة، بل يقدم للقارئ أبجدية هذه العلاقة في قالبٍ منطقي يساعد الانسان على فهم حقيقة التفاعلات الذاتية التي تختلج في كيانه الباطني. كتاب "بين الموسيقى والباطن..." دعوة لكل قارئ للخوض في غمار رحلة شيقة يغوص من خلالها في ابعاد جديدة تكشف المجاهل عن النواحي الخفية في الموسيقى، كما ويشرح تأثيراتها وتفاعلاتها في باطن الإنسان. قد يبدو الكتاب مغامرة في خضم درب معرفة الباطن، مغامرة صيغت بأسلوب قصصي حياتي مشوِّق تُبحر بالقارئ في رحاب الموسيقى نحو الأسرار... كاشفة علاقته الخفية بالألحان. يتضمن الكتاب أكثر من عشرين موضوعا تمثل فتوحات جديدة في مجاهل الموسيقى... وحيث أن الذبذبة روح الذرة ومحركها الأساسي (كما أوضحت مؤلفات علوم الايزوتيريك في كتبها الأربعين حتى تاريخه) كان لا بد من وقفة مع الذبذبة لتوضيح اللـُحمة الجوهرية بينها وبين الموسيقى حيث جاء في الكتاب: "النبض صوت الذبذبة، والذبذبة روح الموسيقى، والموسيقى صوت الحياة. أما الحياة، فهي المسرح الذي ينشد عليه الإنسان سيمفونية الوعي... وهل غير موسيقى الأفلاك تعبّر عن حركة فرح الكواكب والنجوم بفضل (زخم قوة) المحبة في الفضاءات..." كتاب "بين الموسيقى والباطن..." يقدِّم تمارين حياتية، كما ويكشف أيضاً تقنيات عملية لكل من يرغب في النجاح في التأليف الموسيقي. إذ إن التطبيق العملي هو عِماد الايزوتيريك وعموده الفقري، وهو الوسيلة العملية التي تحوّل كل معرفة الى وعي فيغدو القارئ المختبـِر والمختبَر في آن معاً حيث يتعمق في عالمه الباطني ويتحقق من المعرفة الموسيقية التي يقدمها الكتاب.