يوضح الايزوتيريك أن العاطفة واحة الفكر، لكنها ليست الحب. الفكر قوة صفاء العاطفة، لكنه ليس الحب... تسليط قوة صفاء الفكر على واحة العاطفة هو الحب!كثيرون كتبوا في الحب وعن الحب، وكثيرون عاشوا حالات هي ألوان من الحب... إنما يبدو أن معظم الكتابات والحالات هي بحث عن الحب وفي الحب....
يوضح الايزوتيريك أن العاطفة واحة الفكر، لكنها ليست الحب. الفكر قوة صفاء العاطفة، لكنه ليس الحب... تسليط قوة صفاء الفكر على واحة العاطفة هو الحب!
كثيرون كتبوا في الحب وعن الحب، وكثيرون عاشوا حالات هي ألوان من الحب... إنما يبدو أن معظم الكتابات والحالات هي بحث عن الحب وفي الحب. ففي عرف الحقيقة إن مستوى الحب في حياة كل فرد يحدّده مستوى وعيه ومستوى شفافية النفس البعيدة كل البعد عن وهم المثالية في الرابط الانساني المسمّى حبا ً! فالمثالية في الحب كبت صارم لا يميِّز بين وضوح الحالة الداخلية للنفس وغموضها، بحيث يتم التركيز فقط على ما يتوجب القيام به لدى التعامل مع الآخر بموجب التقاليد "والأتيكيت" والأصول المتعارف عليها، بمعزل عن حاجة النفس للتعبير والتعلّم والإرتقاء. المطلوب أن يكون الحب منهج تلقين انساني جدِّي ومعمَّق للنفس البشرية. فالإنغماس في دراسة الحب وحده هو انغماس في الأنا ليس إلا... والحب الانساني الأصيل هو أشبه ما يكون بدراسات عليا في الذات... لكشف انفتاح مكامنها على النفس، مكامنها الهاجعة في ديمومة النور، القابعة في صمت الدهور بانتظار وعي النفس لها.
جديد كتاب "تعرَّف الى الحب" أنه يُرينا الحب طبيعة النفس البشرية بتواصلها مع الذات الانسانية، ويميط اللثام عن الفارق بين عمل الجنس (المحصور في الجسد) وفعل الحب (الذي يرتفع الى الذات) ما يتَّضح لنا أن الحب حالة وعي وحقيقة نور... فيتبدّى الحب والوعي صنوان. فالوعي هو النور، والنور أسمى حال في الكون. إحقاق تفاعل الحب في النفس هو الوعي. أما إحقاق التفاعل الموحّد مع الذات فيعني انبلاج النور الداخلي... وبين الاثنيْن تقطن المعاناة في الحب وصراعات النفس بين الجنس والحب!
على صعيد آخر، النور-الوعي-الحب، تشكِّل ثلاثية الحياة التي تختصر مسار الوعي البشري والانساني بكليّته. عبر مسيرة الوعي هذه يتبدّى الجمال إمرأة تفيض أنوثة وتتهادى حبا ً... ويتبدّى الجمال رجلا ً ينضح ويتمخّض حضورا ً في حبه!
حقاً، من يبتعد عن الحب أو يهين عاطفة الحب بالجنس المبتذل والعلاقات الرخيصة يكون قد أهان الوعي الانساني لديه!
إن تفاعلات الحب في النفس البشرية تتحقّق مرة كلذة جسد... ومرة كدفء مشاعر... ومرة كتواصل فكر.
الحرية نواة الحب... الزواج جسد الحب. بينهما يمتد مسار تغشيه صراعات الألم والمعاناة، صراعات البشري والانساني، الوعي واللاوعي!
إن الروح هي الأشد ظمأ ً للحب، والأشد تألما ً من دون المحبة! من هنا فإن الجنس ليس هو الحب! ليس الجنس جوهر الحب ولا نبضه كتواصل يبدأ من المخلوق باتجاه الخالق مفعِّلا ً نبض المحبة بين مخلوقات النور في الوجود. انه الحب الذي يوحِّد النفس مع الكائنات، فتستشف هي (النفس) نبض المحبة.
"تعرَّف الى الحب" يُظهر الحب كحالة انسانية سامية بعيدة عن السفسطة والتنظير انطلاقا ً من معاناة انسان الحاضر الذي يتخبّط في تجاذبات ما يعتقده حبا ً وهو يكابد جراء الفشل في تحقيق الحب في حياته.
"تعرَّف الى الحب" يكشف الحب كحالة متقدمة من الوعي الانساني، كتقنية شفافة تمكّن المرء من الارتقاء في تجربتها.
"تعرَّف الى الحب" هو متعة لقارئ متعطش ودليل نفس وحيدة حائرة... هو مسيرة باحث دؤوب ينشد الوصول، واعيا ً التحديات ومريداً تخطي مصاعب الحياة في صلب الوعي الذي يتوسع وينمو في الفكر والمشاعر كلما تجدّد الحب وارتقى.