-
/ عربي / USD
الركض حالة أعيشها دائماً، في طفولتها كانت طاقة الحياة في تلح وتفيض فأركض، وفي مراهقتي ركضت خوفاً من جسدي النامي ومن الحرملك المنتظر، ثم بقيت أركض لكي لا أفقد نديتي للرجال من أبناء جيلي، أركض لكي أتعلم، أركض لكي أستقل، وأركض لكي لا يعيدني أهلي إلى حظيرة حبهم ووصايتهم، وأركض لكي لا يزج المجتمع بي في خانة الدونية المعدة سلفاً للنساء، وبقيت أركض حتى صار الركض طبيعة ثانية لي، وهكذا منذ وصلت إلى أمريكا وجدت نفسي أيضاً أركض درءاً للغربة؛ ووفاء بالتزامات دراسية متعددة؛ سعياً لتحصيل سريع يعيدني لمصر، فأحضر الدروس المقررة واقرأ وأكتب وأناقش وأشرح وأقضي وقتاً طيباً، دائماً ركضاً.
رضوى عاشور في رحلة حصولها على شهادة الدكتوراه في الأدب الأفرو- أميركي من جامعة أمهرست بولاية بوسطن، تشاركنا تفاصيل وذكريات الرحلة ومشاهداتها وعلاقاتها بمن حولها في مجتمع جديد لم تكن ذاهبة إليه بحياد من لا يعرف شيئاً مما هو مقبل عليه، ولا كانت مثل أجيال من مبعوثين راحوا وعادوا مدلهين في عشق أنوار الإمبريالية. ولكنها ذهبت بوعي امرأة مصرية مناضلة وزوجة لشاعر فلسطيني تؤمن بقضيته.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد