-
/ عربي / USD
أيها الأصدقاء ربما تغفرون لي إذا قلت أمامكم إنني كنت دائما أتردد أمام أي فكرة لزيارة شبه الجزيرة العربية كلها بما في ذلك، الخليج ، ومع الأهمية القصوى لهذه المنطقة في زماننا خصوصا بالنسبة لهؤلاء الذين يتابعون حركة الصراعات الدولية - فإنني لأسباب متعددة لم أكن أستطيع بسهولة مغالبة ترددي. هكذا فإنني الآن في منطقتكم للمرة الثانية في حياتي كلها، وهو قصور أعترف به وأتقبل لومكم عليه . كانت الزيارة الأولى لي هنا كما قد يتذكر بعضكم في مطلع سنة ١٩٧٥ ، وكنت وقتها أطوف العالم العربي كله استعدادا لكتاب تعاقدت معي صحيفة « الصنداي تيمس بالاشتراك مؤسسة كولينز للنشر في بريطانيا - على كتابته تحت عنوان العالم العربي اليوم، وهو كتاب تصورته سهلا فإذا هو أصعب مهمة حملت نفسي بها طوال عملي بالصحافة والكتابة - ذلك أنني ما كدت أفرغ من إعداد مسودته الأولى حتى دهمتنا جميعا أزمة لبنان، وكان لا بد أن أعيد المراجعة ليكون الكتاب عند صدوره موصولا بآخر الأحداث. ثم ما كدت أفرغ من إعادة المراجعة وأعد الكتاب للنشر حتى فاجأتنا جميعا وقائع التطورات الأخيرة التي بدأت مع ذهاب الرئيس أنور السادات إلى الكنيست الإسرائيلي، فإذا أنا مضطر مرة أخرى إلى معاودة المراجعة وخصوصا تلك الفصول التي تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي وبعلاقات القوى وموازينها في الشرق الأوسط. وهكذا فإن موضوع زيارتي الأولى لكم ما زال مستمرا.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد