-
/ عربي / USD
اقتربت من دراما الثورة الإيرانية وهي ما زالت عند فجرها. وكان الأفق ما زال معتماً من حولها، ولم يكن الخيط الأبيض قد استبان بعد من الخيط الأسود فيها. كان نجاح الثورة وارداً، وكان ضربها وارداً أيضاً ! كان ذلك عندما التقيت بـ آية الله روح الله الموسوي الخميني» لأول مرة في باريس يوم الواحد والعشرين من شهر ديسمبر ۱۹۷۸ . وأعترف أن ما رأيته استهواني وقتها وشدني إليه. فقد شعرت أنني أمام تجربة فريدة في التاريخ الحديث. كنت قبل ذلك أعتقد أن الثورة الشعبية بالمعنى الحرفي لهذا التعبير قد فات زمانها، ذلك أن اختراع الدبابات والمدافع المنصوبة على أبراجها قد قلب موازين القوى بين الجماهير الثائرة وبين السلطة الحاكمة. وتصورت ـ بناء على التجربة الثورية المصرية وتجارب أخرى في العالم العربي والعالم الثالث عموماً ـ أن أي ثورة جديدة لم تعد تملك الآن إلا أحد خيارين : - أن تجعل من القوات المسلحة - بدباباتها - طليعة الزحفها.. أو أن تقوم بشكل ما بتحييد القوات المسلحة والإلتفاف وراءها ـ أو أمامها - واصلة إلى أهدافها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد