-
/ عربي / USD
بينَ الدّينِ والأدبِ علاقةُ عشقٍ ودمٍ، ووحدةٌ في تنوّعٍ. يُعَدُّ الاهتمامُ بالأدبِ عنصرًا مشتركًا لروّادِ النَهضةِ وقادةِ الإصلاحِ، حيثُ النّهضةُ وعيٌ بكشفِ أسرارِ العالَمِ لُغَوِيًّا وعلميًّا. لقد وعى روّادُ النّهضةِ أنَّ النّهضةَ العقليّةَ والرّوحيّةَ لا سبيلَ إلى تحقّقِهَا بدونِ تجديدِ اللّغةِ، فاللّغةُ هي الجزءُ البارزُ منْ وعيِ كلِّ أُمّةٍ، وأيِّ شعبٍ. اللّغةُ هيَ مظهرُ العقلِ، ومظهرُ الرّوحِ، ومستوى الذّوقِ الجماليِّ، ومساحةُ تمثيلِ العالَمِ، ومدى استيعابِ عناصرِ الواقعِ، وقراءةُ الأمسِ واليومِ والغدِ، حيثُ إنَّ أبرزَ شِعْرِ رجالِ النّهضةِ والإصلاحِ والتّجديدِ، هو الاهتمامُ بالحكمةِ في قراءةِ الماضي، والتّطلعِ إلى المستقبلِ، وهو حماسةُ الانتقادِ في قراءةِ الحاضرِ والظّروفِ المحيطةِ بِهِ. وهذا ما ينطبقُ على هذا الدّيوانِ بشكلٍ بارزٍ. وهذا الدّيوانُ «الحرفُ الملهمُ» ليسَ مجرّدَ مجموعةٍ شعريّةٍ، وإنّما المسألةُ أبعدُ منْ ذلكَ بكثيرٍ، فهذا الدّيوانُ عبارةٌ عنْ «وثيقةٍ» مهمّةٍ، وليسَ مجرّدَ كتابٍ أدبيٍّ عاديٍّ. وهذا الدّيوانُ جزءٌ مِنَ الذّاكرةِ التّاريخيّةِ للبنانَ وأحداثِهِ، وللكلمةِ المجاهدةِ الناطقةِ، معًا.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد