-
/ عربي / USD
هنا في هذا الكتاب، حكايات غير مروية في سياق متصل، عن انهيار الطبقة الوسطى والبرجوازية المدينية في العراق، وما ترتب على ذلك بصعود قيم الأصولية السياسية- الثقافية- الاجتماعية، ليبدو الاغتراب وقد تحقق فعلياً لجهة الانسحاق والعزلة حد الاخفاق والغربة التامة.هنا استعادة لأثر أولئك الحالمين الذين هزّوا بقوتهم الفكرية والروحية، بل وحتى بقوة مشاريعهم التحديثية الواقعية، تلك الأعمدة الثقيلة لحركة مجتمعاتهم، أولئك الذين واجهوا السؤال بشجاعة "لماذا يشعر المثقف في الوطن العربي أنه في طليعة مجتمعه المتغير، ويشعر في الوقت نفسه أنه غريب عنه، مهما تبنى طموحات هذا المجتمع وكرس نفسه لرغائبه؟ لماذا يشعر المثقف أن طاقته مهدورة وأنه في خضم القوى المتنازعة داخل مجتمعه بات هو الأقل شأنا من هذه القوى كلها، وأن نفوذه فيما يحيط به ليس إلا وهما آخر يدفعه إلى القطيعة مع محيطه" كما يقول الكاتب والروائي والناقد جبرا إبراهيم جبرا الذي "شغلت قضية المثقف ونخبويته كتاباته، وهو بين الكتاب العرب الأوائل الذين تحدثوا عن مفهوم الاغتراب في الثقافة".هنا قراءة من باب رد الجميل لمن حملوا لنا غواية لا أجمل ولا أعذب، لمثقفين عراقيين جعلوا الحداثة والتنوير مبررات لوجودهم، لمثقفي الحداثة الطليعيين قبل نحرهم على يد جموع الشعبوية المدفوعة بحماسة الشعارات والمهووسة بجنون أحزاب اليمين واليسار على محاربة فكر الطليعة بوصفها فكراً رومانسياً مترفاً لا يلبي حاجات الناس ولا ينتمي إلى زمانهم، إلا إن مصير اولئك الطليعيين الحالمين الصادقين ما لبث إن صار مصير وطنهم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد