-
/ عربي / USD
كتبت الرواية عام 1924، ورسمت بعمق وألم حالة الفوضى التي أصابت البلاد، وإحساس المواطن بالضياع والغربة، والخوف على المستقبل ووصوله مرحلة الانهيار، أمام عصبة من الأشخاص تعبث بكل شيء، وتدمر كل شيء لغاية لا يُدركها إلا" الشيطان"!إن بطل العمل أمين السر في مستودع أعواد الثقاب، الذي نزع من رأسه فكرة "تقلبات الدهر" وغرس عوضاً عنها ثقةً بأنه سيستمر في عمله هذا، في المستودع حتى نهاية الحياة على سطح الكوكب، وجد نفسه يعيش محنة قل أن تحدث إلا في الأنظمة الشمولية، أو في موسكو بداية العشرينيات زمن الانتقال من نظام إلى نظام.في هذه المرحلة يجد كوروتكوف نفسه مطروداً من عمله بحججٍ واهية. الشخصية التي تطردُهُ - والتي سماها المؤلف ساخراً "كلسونير" شخصية غريبة جداً، فيها من البشر شيء ومن العفاريت أشياء، إنها تحتل المؤسسة وتبدأ العبث بها، وبموظفيها، وحين يحاول كوروتكوف أن يفهم ما الذي يجري، تبدأ متاعبه من سرقة وثائقه الشخصية، إلى اكتشاف أن "كلسونير" وجماعته يديرون البلاد كلها. ثم كلسونير هذا ليس إنساناً مثلنا إنه قادر على التحول إلى كل ما لا يخطر على بال القارئ: ديك أبيض، ساعة جدار، تنين وقد يغوص في باطن الأرض تاركاً رائحة كبريت نفاذة، وهو قادر مع مجموعته على ملاحقة كوروتكوف، ودفعه إلى الجنون... لينتهي العمل بمحاصرة كوروتكوف الرافض للانصياع على سطح أحد أعلى الأبنية في موسكو، ليختار أن يُلقي بنفسه إلى الهاوية وهو يردد "الموت لا العار"، لكنه حين يسلّم جسده للهواء يشعر بأنه يطير إلى الأعلى نحو الشمس... ويواصل طيرانه حتى يحس باصطدام تلك الكتلة الذهبية المضيئة برأسه... ويتوقف عن الإحساس بأي شيء.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد